الخميس، 29 ديسمبر 2011

حجة الإسلام الإمام ابو حامد الغزالي


الإمام زين الدين حجة الإسلام أعجوبة  الزمان أبو حامد محمد الغزالي الطوسي الشافعي (ت 505هـ) الفقيه الأصولي الشافعي ، مجتهد زمانه وعين أوانه وهو العلامة الزاهد الرباني والفليسوف الحاذق والمتكلم الماهر صاحب التصانيف والذكاء المفرط ، جامع أشتات العلوم له التواليف الحسان التي طارت في الآفاق مثل إحياء علوم الدين في التصوف ،والمستصفى في الأصول ، ومقاصد الفلاسفة وتهافت الفلاسفة ومحك النظر ومعيار العلم ، في الفلسفة ، والوسيط والوجيز في الفقه ، ويعد من مجددي القرن الخامس الهجري لم تر مثله العيون لساناً وبياناً ونطقاً وخاطراً وذكاءً وطبعاً فكان من أذكياء العالم في كل ما يتكلم فيه.

لماذا ابو حامد الغزالي:-
ابو حامد الغزالي هو العالم الجليل والفقيه البارع والمتصوف الزاهد العابد , ومع هذه الهجمة الشنيعة التي نراها تستفحل لتصل علمائنا وائئمتنا وحتى صحابتنا الاجلاء فنراهم قد وصلوا إلى تكفيره والقدح في إسلامه
ساقص عليكم فترة من حياته سميت "بالشك" فيها إعتزل الدنيا وما فيها وبدا بالتصوف بعد ان اصبح فلتة زمانه وعين اعوانه وإمام عصره ليخلع من قلبه الكبر وينتقل ليبحث عن ذته عن العلم اليقيني ويرد الفلاسفة والباطنية ,فدرس اربع من الفرق :
-

  • المتكلمون: وهم يدَّعون أنـهم أهل الرأي والنظر.
  • الباطنية: وهم يزعمون أنـهم أصحاب التعليم والمخصوصون بالاقتباس من الإمام المعصوم.
  • الفلاسفة: وهم يزعمون أنـهم أهل المنطق والبرهان.
  • الصوفية: وهم يدعون أنـهم خواص الحضرة وأهل المشاهدة والمكاشفة.


أما المتكلمون: فقد تعلم منهم علوم الكلام وكان هذا العلم قائما للطرق المناظرات وإفحام الخصوم من خلال إستخراج التناقضات في كلام الخصم ولكنه لم يكتفي بذلك .

أما الفلاسفة : فقد درس علمهم ووجد انهم يحملون عقولهم مالا طاقة ولا قدرة لها في فهم الذات الإلهية "لأن من يتفكر في ذات الله يهلك ومن يتفكر في خلقه يصل إلى الصواب", وقد وجد الغزالي التناقد الشديد فيهم والتفاوت في القرب من الحق بالإضافة لقربهم من الإلحاد والكفر ورد عليهم وابطل افكارهم وإعتقادتهم من خلال كتب ألفها منها "تهافت الفلاسفة" .

أما الباطنة : فهي فرقة ضالة إعتقدوا بانه يجب ان نفسر القران من خلال معانيه الباطنة وعدم اللاخذ بالمعاني الظاهرة فقدحوا ببعض اركان الشريعة فرد عليهم الغزالي بكتابه "فضائح الباطنية"

اما الصوفية
: فقد وجد ضالته المنشودة لديهم "واريد ان انوه ان الصوفية في عصر الغزالي تختلف عما في عصرنا مما لحقها من خزعبلات وبدع "ففوجد بينهم الجمع بين العلم والعمل والبعد عن الدنيا الفانية لشراء الاخرة الباقية فدرس كتبهم ثم رحل الى الشام واختلى للطاعة والعبادة ثم عاد إلى بلده عندما تيقن الإيمان في قلبه وعلم الصواب .

هذا الإمام الجليل الذي خطت انامله المئات من الكتب الرائعة التي تدرس في الغرب قبل دول الإسلام في التربية والفلسفة والمنطق على الطريق الإسلامي البحت لذ ك كانت له كرامات من الله عز وجل واذكر منها:

1)يا ابا حامد صلي وسلم على من علمك هذا الكلام:-
يقول الامام ابو حامد الغزالي رحمه الله كنت جالسنا في المسجد القي علي الناس دورس العلم فنظرت امامي والمسجد راص بالعلماء ووجدت امامي ثماني مائه عالم لو وزع علم واحد منهم علي اهل الارض لوسعهم جميعا فخشيت ان يدخل الغرور نفسي والغرور مقبره النجاحواذ بسأل يسألني ويقول لي يا ابا حامد ما شأن ربك اليوم؟؟
قال الامام ودخلت مخزون ذهني وقدحت زمام رأسي وطرحته علي نطاق البحث لم اجد له اجابه في عقلي وتقبل الجبين عرقا فقولت له ايها السائل انظرني الي غدا لعلي ابحث لك عن جواب وجاء الغد قال لم اجد الجواب وجلست في مجلسي فسألني نفس السؤال ما شأن ربك اليوم ؟؟؟ فكان الجواب صمت فدهبت الي بيتي مهموما مغموما وبعدما صليت العشاء
دعوت الله قائلا اللهم الهمني الاجابه في منامي قال الامام ونمت ليلتي واد بي اري انسانا ما رأيت مثل جمال وجهه قط فرأيت في جبينه نورا يتألق ورأيت في وجهه انوار تشع
قال لي السلام عليك ياابا حامد الا تدري من انا انا محمد رسول الله اذا سألك السائل غدا فقل له شأن ربي لله امور يبديها ولا يبتديها يرفع اقواما ويخفض اخرين قال ابو حامد فذ هبت كعادتي الي المسجد وضاق المسجد بما فيه
واذا بالسائل يسأل ما شأن ربك اليوم فقلت له لله امور يبديها ولا يبتديها يرفع اقواما ويخفض اخرين فقال لي السائل صلي وسلم علي من علمك

2)إحياء العلوم للغزالي :-
عن الإمام أبي الحسن المعروف بابن حرازم ـ ويقال : ابن حرزم ـ وكان مطاعا في بلاد المغرب إنه لما وقف على [ إحياء العلوم ] للغزالي أمر بإحراقه.
وقال : هذا بدعة مخالف للسنة ، فأمر بإحضار ما في تلك البلاد من نسخ الإحياء ، فجمعوا وأجمعوا على إحراقها يوم الجمعة ، وكان إجماعهم يوم الخميس ، فلما كان ليلة الجمعة رأى أبو الحسن في المنام كأنه دخل من باب الجامع ، ورأى في ركن المسجد نورا وإذا بالنبي صلى الله عليه وآله وأبي بكر وعمر جلوس والإمام الغزالي قائم وبيده ( الإحياء ) وقال : يا رسول الله ! هذا خصمي ثم جثا على ركبتيه وزحف عليهما إلى أن وصل إلى النبي صلى الله عليه وآله فناوله ( كتاب الإحياء ) وقال : يا رسول الله ! انظر فيه فإن كان فيه بدعة مخالفة لسنتك كما زعم تبت إلى الله ، وإن كان شيئا تستحسنه حصل لي من بركتك فأنصفني من خصمي ، فنظر فيه رسول الله صلى الله عليه وآله ورقة ورقة إلى آخره ثم قال : والله إن هذا شيء حسن ، ثم ناوله أبا بكر رضي الله عنه فنظر فيه كذلك ، ثم قال : نعم ، والذي بعثك بالحق يا رسول الله ! إنه لحسن.
ثم ناوله عمر رضي الله عنه فنظر فيه كذلك ثم قال كما قال أبو بكر رضي الله عنه.
فأمر رسول الله صلى الله عليه وآله بتجريد أبي الحسن وضربه حد المفتري فجرد وضرب ثم شفع فيه أبو بكر بعد خمسة أسواط وقال : يا رسول الله ! إنما فعل ذلك اجتهادا في سنتك وتعظيما.
فعفا عنه أبو حامد عند ذلك ، فلما استيقظ ( أبو الحسن ) من منامه وأصبح أعلم أصحابه بما جرى ومكث قريبا من الشهر متألما من الضرب ثم سكن عنه الألم ومكث إلى أن مات وأثر السياط على ظهره وصار ينظر كتاب ( الإحياء ) ويعظمه وينتحله أصلا أصيلا.
وفي لفظ اليافعي : وبقيت متوجعا لذلك خمسا وعشرين ليلة ، ثم رأيت النبي صلى الله عليه وآله جاء ومسح علي وتوبني فشفيت ونظرت في ( الإحياء ) ففهمته غير الفهم الأول.
و ذكره السبكي في طبقاته 4 : 132 وقال : هذه حكاية صحيحة حكاها لنا جماعة من ثقات مشيختنا عن الشيخ العارف ولي الله سيدي ياقوت الشاذلي ، عن شيخنا السيد الكبير ولي الله أبي العباس المرسي ، عن شيخه الشيخ الكبير ولي الله أبي الحسن الشاذلي قدس الله تعالى أسرارهم (1) وذكره المولى أحمد طاش كبرى زاده في مفتاح السعادة 2 : 209 ، واليافعي في مرآت الجنان 3 : 322 : وقال السبكي في طبقاته : 4 : 113 : كان في زماننا شخص يكره الغزالي ويذمه .