الأحد، 1 يناير 2012

ذكرى إنطلاقة المارد الفتحاوي الاسمر




اليوم 1-1-2012 الذكرى ال47 لإنطلاقة المارد الفتحاوي الاسمر
إنطلاقة أولى حركات الكفاح الفلسطيني المسلح الذي اوقف التسونامي الإسرائيلي الذي لطالما سمي بالجيش الذي يقهر
حركة فتح هي جماعة من الرجال الاحرار الذين لم يرتضوا الذل او المهانة للامة العربية الإسلامية "عامة" والشعب الفلسطيني "خاصة"
من خلال التصدي للإحتلال الإسرائيلي ودك مغتصباته بالعديد من العمليات العسكرية الموجعة واذكر بإختصار شديد منها اود ان انوه ان كل عملية ليست مجرد هجمة إنتحارية إنما هي عمليات عسكرية مخطط لها اوجعت الإحتلال واسقطت المئات من اليهود وهزت الكيان الغاصب ورغم ما يعصف بفتح وفلسطين بشكل عام من احداث مؤسفة حاليا إلا اننا نتوعد المحتل الإسرائيلي باننا جيل الفتح الجيل الإسلامي الوطني القادم :-
* عملية عيلبون 28/12/64 – 31/12/64
قامت مجموعات العاصفة الفتحاوية بتفجير نفق عيلبون بعد اكتفاء الأنظمة العربية بشجب مشروع سرقة المياه العربية من نهر الأردن بتحويل خزان مياه طبريا إلى النقب لإحضار وتوطين اليهود في الصحراء ، شارك بالعملية الأخوة أبو عمار وأبو جهاد وأبو اياد واستشهد بطريق العودة احمد موسى سلامة على يد دورية أردنية فكانت هي عملية الانطلاقة في 1/1/65
* عمليات التسلل والضرب السريع على الحدود الأردنية من سنة 68 وحتى سنة 70
والتي أسفرت عن مقتل ما لا يقل عن ثلاثمائة جندي إسرائيلي على مدار الثلاث سنوات حيث كانت قوات حركة فتح المسلحة تتسلل عبر الحدود الأردنية ونهر الأردن وتخوض معارك واشتباكات مسلحة يوميا مع الأعداء .
* عملية دير ياسين ( الساحل ) التي قادتها الشهيدة الفتحاوية دلال المغربي
حيث أوقعت أكثر من مائة قتيل غير الجرحى وذلك في 1978 ونشير إلى أن الشهيدة البطلة دلال المغربي قد شاركت بعدة عمليات فدائية ضد الصهاينة وكانت دائما بموقع القيادة حتى أنه حين استشهدت وروت بدمها الطاهر أرض فلسطين قرر اليهود الحاقدين باحتجاز جثتها كما فعلو مع الكثير من المناضلين الشهداء اللذين ألحقوا بهم أشد الخسائر .
* عملية بيت جبرين8/1/65
حيث تم بها أسر الأسير الأول لحركة فتح محمود بكر حجازي بعد جرحه .
* عملية مصنع الذخيرة بالجليل
قام بها فدائي واحد بمحاولة نسف المصنع وهو الأخ قاسم صلاح الذي استشهد أثناء المحاولة بعد قيامه بعدة عمليات من قبل واستطاع قبل استشهاده قتل وجرح العديد من الأعداء.
* عملية كفار هيتس 28/2/65
حيث تم نسف مخزن للذخيرة بداخل مستعمرة كفار هيتس العسكرية وأدى ذلك إلى قتل وجرح العشرات من الأعداء .
* عملية بيت جبريل 30/9/65
قام بها الأخ يوسف أبو زنيد من دورا الخليل حيث قام بالهجوم على موقع صهيوني بمنطقة بيت جبريل .
* إعدام اليهودي بن يامين خضير29/7/65
وذلك ثأرا منه لمسؤليته عن استشهاد الشهيد حسن الصباغ في سجن عكا من أثر التعذيب الوحشي في 8/6/65 حيث تم خطفه وإعدامه .
* معركة المغير
استمرت عشر ساعات استشهد بها فتحاويان وأسر عشرة آخرون وأما العدو الصهيوني فكانت خسائره 83 قتيلا من الجنود المظليين وتفجير طائرتين هيلوكبتر وثلاث سيارات عسكرية و 8 جرحى .
* الحزام الأخضر عام 68
وتم بها السيطرة على مستعمرة وزرع العلم الفلسطيني بها قبل تدخل الجيش الإسرائيلي بكامل عتاده ليسقط أفراد المجموعة شهداء بعد أن ألحقوا الدمار والتخريب بالمستعمرة وقتلوا وجرحوا العديد من الصهاينة.
* معركة وادي القف
استمرت المعركة 24 ساعة وألحقت خسائر فادحة للعدو .
* معركة بني نعيم
استمرت 3 أيام وألحقت العدو خسائر فادحة حيث كانت رجال الفتح تتناوب في القتال ضمن خطط عسكرية محكمة وأدت المعركة إلى مقتل أكثر من 34 جندي إسرائيلي وجرح أكثر من مائة آخرون حسب اعترافات اليهود بقتلاهم .
* معركة تل الأربعين 28/4/66
استشهد بها الأخ علي عبد القادر حيان وألحقت بالصهاينة أشد الخسائر حيث تم خطف دورية عسكرية بأسلحتها وتفجيرها على مرأى عيون العدو.
* عملية نسف خزان زوهر
قام بها الأخ أبو جهاد قبل تأسيس الحركة في 25/2/55 .
* معركة مستعمرة بيت يوسف 22/7/66
تكبد العدو بها خسائر فادحة وأثناء عودة المجموعة اعترضتهم لدورية أردنية في جبل عرابي في قرية البقيعات فاستشهد الأخ تركي عبد الله كنعان وجرح ثلاثة آخرون وتم أسرهم وهم الأخ محمد كنعان و الأخ محمود أبو الهيجا وحسن أبو جويد حيث تمت محاولات لتفجير المستعمرة وقتل كل من بداخلها ضمن خطة عسكرية مدروسة وأدت إلى قتل وجرح العشرات من الصهاينة.
* معركة الحمادية ( يوفال )7/9/66
بالجليل الأعلى وسقط بها الشهيدان محمد يوسف حسن وموسى قاسم جمعة.
* عملية مستوطنة شاريشوف 10/11/66
حيث قتل بها ثلاثة جنود صهاينة وجرح أربعة آخرون .
* عملية سينما صهيون (القدس)عام 67
قامت بها الأخت فاطمة البرناوي بزرع قنبلة أدت لتفجير المبنى بمن فيه وألحق الأعداء الصهاينة أكبر الخسائر البشرية والمادية حيث وصف الانفجار بالعنف المخرب وكانت اعترافات اليهود بالقتلى حوالي 200 قتيل مئات الجرحى الآخرين .
* عملية مرجليوت 1/4/67
بالجليل الأعلى على يد الأخ فوزي عطا الله إسماعيل وتكبد العدو خسائر فادحة .
* عمليات الانطلاقة الثانية 28/8/67
وتمت ضد دورية في مدينة غزة حيث كانت العملية كتدعيم لانطلاقة الفتح الثانية في 27/8/67 بعد الهزيمة العربية في حزيران وردا على الهزيمة حيث قامت قوات حركة فتح المسلحة بأكثر من 128 عملية فدائية ألحقت الأعداء خسائر فادحة فأحرقت أكثر من 7 دوريات عسكرية وحافلتين وقتلت الكثير من الصهاينة خلال ثلاثة أسابيع تقريبا كان استنفار فتحاوي رهيب بالقتل والتفجير والتدمير والتخريب على العدو بكل الوسائل.
* ملحمة الشهيد سيد حجاب 4/10/67
الذي جرح أثناء اشتباك مع العدو بعد تكبيده خسائر فادحة ثم قام بتفجير جسده الطاهر بحزامه الناسف ليقتل الصهانية المجتمعين حوله لأسره وأدى تفجير جسده الطاهر إلى قتل عشرة صهاينة وجرح خمسة آخرين حسب اعترافات الصهاينة بقتلاهم .
* 11/10/67
عملية الشهيدان مازن إبراهيم صالح وصبحي إسماعيل أبو شرخ .
* معركة طوباس 2+3/12/67
استمرت 28 ساعة وسقط بها الشهيد احمد شريح وألحقت العدو خسائر فادحة .
* معركة القدس3/12/67
وتم قتل عدد من الضباط والقادة الصهاينة وسقط بها الشهيدين عبد الحسن ومحمود كامل .
* معركة بيت فوريك 7/12/67
تم بها استعمال طائرات الهيلوكبتر من قبل العدو وقوات كبيرة من المظليين استشهد روادها الستة سعيد عريفة ومحمد خرطبيل وخالد أبو سويد ومصطفى بخيت ووليد زامل وغازي نايف غبن بعد قتل وجرح عدد كبير من الصهاينة .
* معركة الكرامة 12/3/68
والتي شارك بها قادة الثورة الفلسطينية ومؤسسين الحركة أمثال أبو عمار وأبو جهاد وأبو إياد وغيرهم من القادة العظماء للثورة الفلسطينية حيث كانت هذه المعركة من أقوى المعارك التي عرفت في تلك الفترة حيث استبسل بها الفلسطينيون ولبوا نداء الوطن والواجب الثوري وشاركتهم الجيوش الأردنية حتى أجبرت الصهاينة المتسللين إلى الأردن بكل قواهم ودباباتهم وطائراتهم العسكرية للتراجع والعودة بعد قتل المئات وجرح الألوف منهم ،حيث أصبحت الزعامات العربية تتسائل بعد هزيمة اليهود على الأيدي الفتحاوية الباسلة من هي فتح ؟؟ وكيف استطاعت الصمود أمام الغطرسة الصهيونية؟؟ وما هي قوى فتح؟؟ فأجاب الأخ الرمز ياسر عرفات أحد القادة المعجبين بالثورة الفلسطينية الفتحاوية جمال عبد الناصر بلقائه الأول له ( نطعم لحومنا لجنازير الدبابات ولا نستسلم ) فأجابه جمال عبد الناصر الفتح وجدت لتبقى .
واذكر هنا ان نتائج المعركة كانت الجيش الإسرائيلي
بالأرواح 250 جندياً
جرحى 450 جنديا
تدمير47 دبابة
تدمير 53 آلية مختلفة
سقوط 7 طائرات
* مبادلة محمود بكر حجازي28/2/71
بعد قضائه ستة سنوات بالسجن مقابل الحارس الإسرائيلي شيموئيل روزنفاستر الذي خطفه أبناء الفتح في أواخر 69 وأوائل السبعينات .
* عام 68
عملية باسم الشهيد عبد القادر الحسيني وعملية باسم الشهيد فرحان السعدي و معارك التياسير وحراب الفتح وغيرها من العمليات المؤلمة للعدو الصهيوني .
* باص الجنداع 18/3/68
صعود باص طلاب الجنداع على لغم قتل فيه طبيب ومرشد الجنداع وجرح 28 طالبا .
* عام 69
تمت محاولة لإغتيال بن غوريون في كوبنهاجن وكذلك أكثر من ألفي عملية تمت بهذا العام من مناورات واشتباكات واستشهاديين أدت إلى مقتل وجرح المئات من الأعداء حسب إحصائياتهم .
* معركة العرقوب 12+13/5/70
* معركة أيلول الأسود وأحراش جرش
نأسف على استشهاد أكثر من ثلاثة آلاف فدائي فلسطيني فتحاوي وجرح الكثير على يد الغدر العربية الأردنية التي قامت بقصف المخيمات والمواقع الفلسطينية بالدبابات والطائرات والمدافع الثقيلة حرصا على سلامتهم وسلامة أعدائهم اليهود ولم يكن بمقدور الفتح مواجهة أشقائهم العرب رغم خيانة بعضهم سوى الدفاع عن أنفسهم وحقهم في المقاومة والعودة من مخيماتهم إلى أراضيهم الحقيقية في فلسطين ، فكانت مساعدة الأردنيين هي محاولة إبعاد الفلسطينيين و الفتحاويين الفدائيين عن نقاط التماس مع إسرائيل خوفا من التهديدات الإسرائيلية عليهم .
* حرب الأشباح في السبعينات
بين أبطال أيلول الأسود والموساد الإسرائيلي حيث تم استشهاد عددا من أبناء أيلول الأسود ومن عمليات أيلول الأسود عملية سابينا عام 72 تفجير أنابيب تريستا آب 72 وعملية ميونخ 5/9/72 الرسائل الملغومة خريف 72/ إصابة عميل الموساد تصادوق اوافيرا بجروح خطيرة بيروكسل خريف 72: احتلال سفارة إسرائيل في بانكوك كانون أول 72 ومحاولة اغتيال غولدمئير بمحاولة قصف طائرتها بصواريخ سام عملية قتل عميل الموساد السري باروخ كوهين في 26/2/73 في مدريد في آذار 73 اقتحام السفارة السعودية بالخرطوم وقتل السفير الأمريكي القديم والجديد والقائم بأعمال السفارة البلجيكية أثناء احتفال توديع السفير الأمريكي بالسفارة قتل الكولونيل يوسف ألون محلق شؤون الطيران في سفارة إسرائيل بواشنطن قتل 40 عميلا سريا يعملون مع الموساد واغتيال وصفي التل في القاهرة
* عملية مطار ميونخ 5/9/72
اختطاف الفريق الرياضي الإسرائيلي بالأولمبيات وتفجير الطائرة بهم وقتلهم واستشهد أفراد المجموعة بعد قتل كل الفريق وطاقم التدريب .
* عملية الرسائل الملغومة (خريف 72)
حيث تم إرسال 40 رسالة ملغومة إلى دبلوماسيين إسرائيليين وموظفين أمريكيين حيث قتل بإحداها الملحق الزراعي في سفارة إسرائيل بلندن (عمي سينموري) وكانت هذه العمليات أشد العمليات نجاحا لتلقن الموساد درسا في العسكرية .
* عام 74 في المغرب
وصول مجموعة فدائية لاغتيال الملك حسين إذا لم يعترف بمنظمة التحرير الفلسطينية كممثل شرعي ووحيد وتم الرضوخ لهذا الأمر من قبل المجتمعين بقمة الرباط .
* المشاركة بحرب 73
حيث كان لأبناء الثورة الفلسطينية عامة والفتح خاصة دورا هاما في العمليات خلف خطوط العدو أو في الخطوط الأمامية للمواجهة بالرغم من التعتيم الإعلامي على هذا الدور .
* عملية فندق سافوي 7/4/75
كثأر لشهداء عملية الفردان حيث تم اقتحام الفندق والسيطرة على رواده وزرعه بالديناميت وتفجيره أثناء قيام كوماندوز إسرائيلي بمحاولة اقتحامه وعند عملية التفتيش الأخ موسى جمعة الذي ما زال حيا ويحصد الضباط الذين حاولوا اعتقاله أسر و أطلق سراحه في تبادل الأسرى في 23/11/1983م حيث كان يرتاد الفندق كبار المسؤولين والضباط اليهود وتم قتلهم جميعا إضافة إلى قتل جميع مرافقيهم وحراسهم والعاملين بالفندق حيث قدر عدد القتلى 93 وأكثر من 200 جريح حسب اعترافات اليهود من بينهم قوات خاصة لليهود حاولت اقتحام الفندق .
* الثلاجة عام 75
تفجير ثلاجة مفخخة في القدس الغربية حيث أدت لقتل حوالي 73 و مائة جريح .
* الثلاثة الثانية في بداية الثمانينات
* عملية خبير المتفجرات 76
قتل كبير المتفجرات إلبرت ليفي ومساعده في مدينة نابلس .
* الساحل 11/3/78
قام بها 22 فدائيا وصل منهم الساحل تسعة تحت قيادة الأخت دلال المغربية استشهد الأخوة جميعا بعد تفجير حافلة إسرائيلية بركابها وتفجير شارع ديزنكوف وقدرت الخسائر ب60 قتيل وعشرات الجرحى الآخرين في صفوف الاحتلال .
* التصدي للغزاة أثناء اجتياح الليطاني في 14/3/78
وقد تم بهذا الشهر حوالي 360 عملية مؤلمة للعدو .
* محاولة قصف ميناء ايلات عام 79
وذلك براجمات صواريخ ثقيلة محملة على ظهر سفينة تجارية .
* الدبويا 1/5/80
مجموعة بقيادة الأخ عدنان جابر تقتل ستة إسرائيليين وتجرح عشرة آخرين في منطقة الخليل أثناء خروجهم من الحرم الإبراهيمي .
*حرب الجليل المدفعية 17/7/81
حيث تم قصف عنيف للمستوطنات الشمالية بالكتيوشا ألحقت اليهود المستوطنين خسائر مادية وجسدية فادحة .
* معارك حرب لبنان عام 82
الخيام / شفيق وأرنون وخلدة / التلة الحمراء الأولى والثانية / الاوزاعي / المطار /الغازار / الرجل العالي /سور ميدان السباق .. وغيرها الكثير .
* معركة خلدة 11/6/82
وقتلت بها نائب رئيس الأركان الإسرائيلي يوئيل آدم ومن ثم استشهد العقيد عبد الله صيام وكتيبته.
* قتل ضابط مخابرات عام 81
تمت على يد الأخ بسام حبش من مخيم بلاطة قضاء نابلس .
* عملية الاختطاف 4/9/82
حيث تم اسر ثمانية إسرائيليين بحمدون ومن ثم بعملية تبادل في23/8/83 بخمسة آلاف معتقل فلسطيني ولبناني من معتقل أنصار بالإضافة إلى مائة معتقل من الضفة والقطاع .
* تفجير الحاكم العسكري في صور واقتحام المقر 10/11/82
مما أدى لمقتل 76 ضابط وجندي منهم 12 ضابط برتبة رفيع .
* عملية صمود طرابلس 21/4/85
بمحاولة اقتحام مقر لوزارة الدفاع الصهيونية بعد أن قام عشرين فدائيا استشهاديا من على ظهر سفينة شحن تجارية كبيرة بالإضافة لثمانية من طاقم السفينة بالنزول أمام تل ابيب لاحتلال مقر الوزارة المتواجدة بها إسحاق رابين وعدد من الضباط ولكن لم يكتب للعملية النجاح مع العلم أن العدو ألحقت به اشد الخسائر والقتلى .
* عملية تفجير مفاعل ديمونا 7/3/88
سقط بها الشهداء عبد الله ومحمد عيسى ومحمد الحنفي اللذين استولوا على سيارة ضابط بعد قتله ون ثم سيطروا على حافلة تحمل 50 خبيرا وفنيا للمتفجرات في مفاعل ديمونا النووي وحاولوا اقتحام ديمونا لكنهم سقطوا شهداء بعد قتل جميع ركاب الحافلة من الخبراء والضباط والفنيين حيث كانت هذه العملية صدمة كبيرة للشعب الإسرائيلي وحكومته بعد أن توصلوا لقناعة الحنكة العسكرية وروح الفداء والتضحية والقنابل البشرية لحركة فتح حيث قرروا اغتيال أحد اكبر مؤسسين الحركة صاحب الحنكة العسكرية ومدبر العمليات ضد العدو الصهيوني التي آلمت اليهود إيلاما وحاولوا مرارا عرض السلام والحكم الذاتي ولم يكن رد قادتنا لهم إلا بعملية تؤلمهم من جديد .
* عملية ايلات 92
قام بها ثلاثة اخوة اسر منهم الأخ مؤيد نصر البرقاوي واستشهد الآخرين بعد أن قتلوا مجموعة من الصهاينة حيث تسللوا الثلاثة من الأراضي الأردنية عبر البحر .
* قصف ميناء ايلات
حيث تم قصف ميناء ايلات براجمات الصواريخ ومدافع الهون والكتيوشا المحملة على ظهر سفينة تجارية في 1979




(نبذة عن حركة فتح)
حركة التحرير الوطني الفلسطيني "فتح"
ديمومة الثورة والعاصفة شعلة الكفاح المسلح
1957وحتى اليوم

بعد سبعة عشر عاما من الضياع الذي عاشه شعبنا في أعقاب نكبة عام 1948، جاء اليوم الأول من كانون الثاني/يناير 1965، ليكون نقطة البداية في أول تحرك جماهيري فلسطيني على الطريق السليم.
فانطلقت حركة التحرير الوطني الفلسطيني "فتح" لتمثل التنظيم الفلسطيني، الذي ارتبطت الثورة الفلسطينية باسمه، باعتبار أن انطلاقة "فتح" في العام 1965 مثلت الانبعاث الحقيقي للوطنية الفلسطينية والكفاح المسلح، من خلال كوكبة من الشباب الفلسطيني، الذي تجمع على شكل بؤر تنظيمية متناثرة في كل من فلسطين ودول الطوق المحيطة بفلسطين، وفي عدد من دول الخليج العربي وأوروبا الغربية، لاسيما ألمانيا والنمسا لينشئ تنظيماً فلسطينياً مستقلاً، يهدف لتحرير فلسطين وإقامة دولة ديمقراطية ومجتمع تقدمي فيها.

النشأة:

يمثل العام 1957 نشأة حركة "فتح" التي أتت في الحقيقة من تلاقي الأفكار الثورية لعدد من البؤر التنظيمية المنتشرة منذ عام 1948، هذه الأفكار التي مثلت لدى أعضائها، رداً على النكبة وعلى العدوان الثلاثي 1956، وعلى فقدان مصداقية الأحزاب السياسية، التي كانت منتشرة في الساحة آنذاك، وعلى الرغبة في استقلالية العمل الوطني الفلسطيني، خاصةً بعد تجميد عمليات الفدائيين من قبل السلطات المصرية عام 1957.
فانطلقت في هذا العام طلائع فلسطينية مسلحة إلى قلب الأرض المحتلة، وسط عالم مظلم وظروف صعبة وقاسية، لتضع أول تطور واقعي في تاريخ كفاح الشعب الفلسطيني، في أعقاب النكبة من أجل التحرير.

الاجتماع التأسيسي :

يشار دوما في أدبيات حركة "فتح" إلى أواخر العام 1957 كبداية لتأسيس الحركة، حيث عقد لقاء ضم ستة أشخاص هم: ياسر عرفات، وخليل الوزير وعادل عبد الكريم، وعبد الله الدنان، ويوسف عميرة، وتوفيق شديد، حيث اعتبر هذا اللقاء بمثابة اللقاء التأسيسي الأول لحركة "فتح"، رغم انقطاع الأخيرين عن التواصل بعد فترة وجيزة، وصاغ المؤسسون ما سمي "هيكل البناء الثوري" و"بيان حركتنا"، واتفقوا على اسم الحركة للأحرف الأولى للتنظيم مقلوبة من "حتوف" ثم "حتف" إلى "فتح"، وتبع ذلك انضمام أعضاء جدد منذ 1959 كان أبرزهم صلاح خلف وخالد الحسن، وعبد الفتاح حمود، وكمال عدوان، ومحمد يوسف النجار.

العمل المسلح والعمل النقابي:

يشار بقوة إلى دور رابطة الطلبة الفلسطينية في الجامعات المصرية، وخاصةً منذ تسلم ياسر عرفات رئاسة الرابطة ( 1952 – 1956 ) والدور العربي والعالمي، الذي لعبته في بعث القضية الفلسطينية، وحتى تأسيس الاتحاد عام 1959.
فمنذ العام 1954 ابتدأ خليل الوزير "أبو جهاد"، أحد أبرز مؤسسي حركة "فتح" العمل المسلح ضمن مجموعات فدائية صغيرة، وفي يوليو 1957 كتب مذكرة لقيادة جماعة الأخوان المسلمين في غزة، يحثهم فيها على تأسيس تنظيم خاص يرفع شعار تحرير فلسطين عبر الكفاح المسلح، ورفضت الجماعة دعوته، لتنضم لاحقاً أعداد كبيرة من الكوادر لتنظيم "فتح" الناشئ، أمثال: سليم الزعنون، وصلاح خلف، وأسعد الصفطاوي، وأبو علي أياد ، وسعيد المزين، وغالب الوزير من قطاع غزة، ومحمد غنيم، ومحمد أبو سردانة من الضفة الغربية.

مجلة فلسطيننا :

في العام 1959 ظهرت "فتح" من خلال منبرها الإعلامي الأول مجلة "فلسطيننا – نداء الحياة"، التي صدرت في بيروت منذ شهر تشرين ثاني –نوفمبر، والتي أدارها توفيق خوري، وهو نفس العام الذي شهد اندماج معظم البؤر التنظيمية الثورية المنتشرة المتشابهة الأهداف، والتي حققت أوسع استقطاب حينها شمل ما يزيد على 500 عضو.
وقامت مجلة "فلسطيننا" بمهمة التعريف بحركة "فتح" ونشر فكرها ما بين 1959 – 1964 واستقطبت من خلالها عديد المجموعات التنظيمية الثورية الأخرى، فانضم تلك الفترة كل من: عبد الفتاح حمود، وماجد أبو شرار، وأحمد قريع، وفاروق قدومي، وصخر حبش، وهاني الحسن، وهايل عبد الحميد، ومحمود عباس، ويحيى عاشور، وزكريا عبد الحميد، وسميح أبو كويك، وعباس زكي وغيرهم الكثير إلى صفوف الحركة الناشئة.

تطور العلاقات العربية:

في العام 1962 حضرت "فتح" احتفالات استقلال الجزائر، ثم افتتحت مكتبها في العاصمة الجزائرية عام 1963 برئاسة خليل الوزير. و في العام 1963 أصبحت سوريا محطة مهمة لحركة "فتح"، بعد قرار حزب البعث السوري السماح لها التواجد على الساحة السورية.
وفي العام 1964شارك 20 ممثلا عن حركة "فتح"، في اجتماع المجلس الوطني الفلسطيني رغم اعتراضات "فتح"، العلنية على منظمة التحرير الفلسطينية، باعتبارها أداة للدول العربية أقيمت لاستباق صحوة الشعب الفلسطيني ، إلا أنها بالمقابل اعتبرتها "إطار رسمي يحوز على شرعية عربية لا بد من الاحتفاظ به"، كما يقول خليل الوزير، ثم يتم تثويره.

قرار الانطلاقة:

في العام 1963 انتقل ياسر عرفات من الكويت إلى دمشق ليعمل على تطوير التنظيم على خط المواجهة في لبنان وسوريا والأردن وفلسطين، خاصة في ظل الدعم السوري الواضح آنذاك لحركة "فتح". وبعد لقاءات طويلة وحوارات واستعدادات واستقالات نتيجة خلاف بين تيار "فتح" الرافض للانطلاقة المسلحة ممن سموا بالعقلانيين رغبة بتأجيلها لحين الجهوزية، وبين من سموا بـ"تيار المجانين" الذي مثله ياسر عرفات، قررت قيادة "فتح" الموسعة بدء الكفاح المسلح في 31/12/1964 باسم قوات "العاصفة" بالعملية الشهيرة، التي تم فيها تفجير شبكة مياه إسرائيلية تحت اسم عملية "نفق عيلبون"، ثم تواصلت عمليات حركة "فتح" تتصاعد منذ العام 1965 مسببة انزعاجا شديداً لإسرائيل والدول العربية، التي لم تجد معظمها مناصا فيما بعد من الاعتراف بها، وكان البيان السياسي الأول صدر في 28/1/1965 موضحا أن المخططات السياسية والعسكرية لحركة "فتح" لا تتعارض مع المخططات الرسمية الفلسطينية والعربية، وأكدت الحركة لاحقاً على ضرورة التعبئة العسكرية والتوريط الواعي للجماهير العربية.

مجلس الطوارئ :

شكلت الحركة ( مجلس الطوارئ) عام 1965 برئاسة ياسر عرفات في دمشق مما زاد شقة الخلاف مع أعضاء اللجنة المركزية في الكويت الذين رفضوا الانطلاقة ، وكان الكثير من قيادات حزب البعث في سوريا قد أيدوا حركة "فتح"، آملاً في استيعابها ثم السيطرة عليها، وأيدوا عملياتها بعيدا عن الحدود السورية، بينما كان حافظ الأسد قائد سلاح الجو آنذاك من أشد المعادين للحركة الذي استغل حادثة قتل أحمد عرابي ومحمد حشمة عام 1966 على أثر صراع النفوذ في "فتح"، ليوطد مواقعه في حزب البعث. ويتم اعتقال القيادة الفلسطينية في دمشق التي لم تخرج من المعتقل إلا بعد وساطات عدة .

ميلاد "فتح":
ولدت حركة التحرير الوطني الفلسطيني "فتح"، وهي ترفع شعارات المرحلة وكان عليها أن تواجه كل تساؤلات التشكيك... والاتهام التي ارتفعت في وجهها وتحيط بها من كل الجهات.
وظلت "فتح" يومها صامدة تصنع المرحلة الجديدة وتجيب على كل تساؤلاتها الحائرة... ماذا... وكيف...؟ وبمن...؟ ومن أين...؟ ومتى..؟ واستطاعت في عناد أن تشق الطريق وتقيم أول تنظيم فلسطيني يتصدى بنفسه ليستعيد زمام المبادرة في القضية الفلسطينية.


مسيرة "فتح":

ومر عامان كانت فيهما شعاراًت المرحلة الجديدة من خلال "فتح" لقاء فلسطيني عريض في وحدة وطنية قوية من أجل ثورة مسلحة تحرر الأرض وقد بدأت تغوص إلى أعماق الشعب الفلسطيني بدرجة اكبر واقرب إلى التصور. وفي العالم الثالث، وبعد انتصار ثورة الجزائر وانفصام الوحدة بين مصر وسوريا في سنة 1961 أصبح هناك إجماع فلسطيني على سلامة الخط الذي اختارته "فتح"، حيث تعددت بعدها التنظيمات وأخذت تنادي بما نادت به الحركة، حتى من قبل اؤلئك الذين هاجموها وشككوا فيها بالأمس.
وتابعت "فتح" بناء تنظيمها على طريق الثورة، وكانت ترى بنواياها الحسنة أن كل خطوة على هذا الطريق وكل تجمع فلسطيني على هذا التفكير، مهما تعددت واختلفت مصادره ونواياه، سيكون فيه عودة بالولاء الفلسطيني إلى قواعده الحقيقية، تشده إلى أهداف الشعب الفلسطيني في العودة والتحرير بدلا من البعثرة والضياع الذي عاشه شعبنا موزع الولاء في أكثر من اتجاه ووراء أكثر من هدف، سيما بعد النكبة حيث كان ينتهي دائما إلى سراب.
إلا أن عناصر خارجية قد أخذت تتدخل ولعبت دوراً كبيراً في خلق ومضاعفة إعداد التنظيمات الفلسطينية بشكل لم يعد يبرره أي غرض خير، وأصبح تعدد هذه التنظيمات يبدو وكأنه محاولة لتمييع الحركة الوطنية وتفككها وعودة بالولاء الفلسطيني إلى البعثرة بعيداً عن الأهداف الحقيقية لشعبنا وتراجعا إلى المواقع الخارجية التي كانت تشد أرادة الأحزاب العقائدية في بلدنا إلى خارج الحدود.
إزاء هذا الخطر الذي بدأ يزحف على الجبهة الفلسطينية ويغرقها في حوار جدلي عقيم أوشك أن يفرغها من محتواها رأت "فتح" أن تتولى زمام المبادرة من جديد لتخرج بالحركة الوطنية من طريقها المسدود ولتدفع بالأمور في اتجاه الأهداف الفلسطينية قبل أن يقع الانحراف، وعلى هذا الأساس اختارت:

أولاً: أن تركز جهدا اكبر في تكثيف قواعدها العسكرية على الأرض الحقيقية للثورة حتى تصبح قادرة على بدء عملياتها في وقت اقصر بما قد يضع حداً لنقاشات السفسطة التي بدأت تغرق الجو الفلسطيني.
ثانياً: أن تطرح التجربة في محاولة لتجميع الحركات الفلسطينية في تنظيم فلسطيني واحد يعيد تركيز الوحدة الوطنية ويحفظ للشخصية الفلسطينية استقلالها بفكرها وتخطيطها وولائها للأهداف الفلسطينية حتى يظل زمام المبادرة كما تريده بيد الشعب الفلسطيني نفسه.
وهنا.. ومن أجل هذا الغرض ذهبت إلى مؤتمر القدس وهي تتطلع إلى ميلاد منظمة التحرير الفلسطينية، كمحاولة للخروج بالكفاح الفلسطيني من القوقعة التي أملتها حياة السراديب... إلى عالم مكشوف يستطيع أن يستقطب قواعد أوسع بإمكانيات للعمل أكثر. وألقت "فتح" بثقلها مع فكرة منظمة التحرير الفلسطينية لتعطيها دفعاً قوياً تقف به صلبة في مواجهة استحقاقات المرحلة الجديدة.

أهداف "فتح":

تركزت أهداف فتح في اتجاه:
1- تحريك الوجود الفلسطيني... وبعث الشخصية الفلسطينية محلياً ودولياً من خلال المقاتل الفلسطيني الصلب العنيد القادر على تحطيم المناعة الإسرائيلية.
2- استقطاب الجماهير الفلسطينية ومن خلفها كل الجماهير العربية في طريق الثورة المسلحة وحشدها فيها لتكون قادرة على:-
أ- تجميد حركة نمو الوجود الإسرائيلي الصهيوني.
ب- تقطيع هذا الوجود.
ج- تصفية الدولة رمز الوجود الصهيوني.
3- أعادة بناء الدولة الفلسطينية على الأرض الفلسطينية (حرة وديمقراطية).

مسؤوليات "فتح":

وكطليعة لهذه الثورة تتحمل مسؤولية بدء الثورة وحمايتها وتأمين الاستمرار فيها إلى أهداف، وسط كافة التناقضات القائمة على الأرض العربية، وحتى تتمكن من خلق القوة الفلسطينية، التي يتوفر لها:-
1- قدرة على الحركة.
2- حرية الحركة، على هذه الأرض، التي ستكون أحدى قواعد الثورة في مراحلها الأولى، وقد كانت "فتح" ملزمة ومقيدة بالطرح المسؤول والدقيق والحذر لبعض مواقفها وآرائها التي قد يكون لها ردود خطرة على مسيرة الثورة.

ميلاد الثورة:

عندما بدأت منظمة التحرير تتحول عن الهدف، الذي جاءت من أجله... وأخذت تجر معها ولاء شعبنا بعيداً عن أهدافه إلى اتجاه واضح واكتملت القناعة عند قيادات "فتح" بان أجهزة المنظمة قد عجزت عن أن تطرح تصوراً صادقاً لالتزاماتها، وأن تضع قدمها على بداية الطريق لاستقطاب التنظيمات الفلسطينية القائمة وتجميعها. ورأت أن زمام المبادرة الذي حافظت عليه قد أوشك أن يضيع من يد الحركة الوطنية الفلسطينية قررت في يناير 1965 أن تتصدى لمسؤوليتها باستعادة زمام الموقف من جديد وان تقفز من مرحلة التنظيم من أجل الثورة إلى مرحلة التنظيم من خلال الثورة رغم كل الظروف القاسية الصعبة التي كانت تعيشها الحركة.

اللقاء فوق أرض المعركة:

ومرة أخرى ارتفعت أصوات كثيرة تشكك وتتهم.. والمقاتلون من رجال "العاصفة" يقطعون الأرض طولا وعرضا في صقيع يناير القاسي.
واخذ أبناء "فتح" يواجهون المطاردة والملاحقة والاعتقال في كل مكان من الأرض العربية، وبعد عامين من المواجهة المنفردة بين فتح وإسرائيل.. ورغم شراسة المعركة التي واجهتها على الأرض العربية بالتشكيك والاتهام والحصار والحجز والمطاردة بغرض خنق الثورة... استطاعت "فتح" من خلال قتالها اليومي أن تحطم التساؤلات الحائرة والعاجزة والمشككة... وتقفز عنها... وتثبت أن العمل داخل الأرض المحتلة ممكن... وان أسطورة المناعة الإسرائيلية ما هي إلا خرافة تتحطم تحت ضربات العزم الفلسطيني. وأصبح التمرد المسلح الفلسطيني واقعاً اكبر من أن يحجز عليه.
وبعد مرور عامين على ميلاد الثورة، كانا كما يبدو ضروريين لإقناع المترددين والعاجزين من شعبنا، وفي الفترة التي بدأت فيها "فتح" تعد لطرح تصورها وتخطيطها للثورة وتختط مسيرتها على طريقها بثقة وصلابة وعزم.. في هذه الفترة بالذات بدأت ماسمي بـ"حملة الإغراق" وذلك في أعقاب انتصار ثورة الجزائر، حيث جرت محاولة اغراق المنظمة، بالمنظمات الفلسطينية في تجاهل تام للقوى البشرية الضخمة لجيش التحرير وقام رئيس المنظمة آنذاك وقائد جيش التحرير بتكوين جماعة فدائية بدت أولى عملياتها في أواخر أكتوبر 1966 باسم (أبطال العودة)... وجماعات أخرى صغيرة تحمل أسماء شهداء فلسطين قامت كما أرادها من أجل إرباك الوضع السياسي في الأردن في أعقاب الهجوم على قرية السموع.
وهنا كان على "فتح" أن تراجع موقفها في طرحها المبكر لبرنامج الثورة إزاء هذا الإغراق المفاجئ وغير الجاد للساحة الفلسطينية بما يربكها، لاسيما وان أحد الشروط الأولى لانتصار الثورة، كما تراها فتح أن الوحدة في أداء الثورة يتطلب شمولا جماهيريا... وولاءً موحداً لها، ومن أجل هذا وجدت فتح نفسها ملزمة بان تأخذ زمام المبادرة فتطرح شعارها: اللقاء فوق أرض المعركة كنداء لهذه القوى ترى فيه السبيل الوحيد لفرز القوى الجادة والقادرة على الحركة والعطاء... ومدى استعدادها رغم ما تتعرض له من مضايقات ومطاردات وحجز وحصار يفرضه الواقع السياسي في دول الطوق المحيطة بالأرض المحتلة.
وهكذا أثبتت التجربة على طول مرحلتي التنظيم والعمل المسلح أن حركة التحرير الوطني الفلسطيني "فتح" قد تجاوزت محاولة التشكيك والاتهام... وان فتح كانت في المرحلتين رائدة وصاحبة مبادرة خرجت بالحركة الوطنية الفلسطينية من عالم الضياع في أعقاب النكبة لتضعه في أعقاب عالم متحرك مقاتل رغم ما كان يحيط بها من ظروف قاسية وصعبة.

حتمية الثورة:

كان البعض يرى في الثورة نوعا من المغامرة ولا يستطيع أن يتصور دور هذه الثورة في معركة التحرير... وما هي إمكانياتها... وهل هي فعلا قادرة على تصفية هذا الاحتلال.. وكيف...؟
الحتمية التاريخية:
نقطة البداية كما رأتها "فتح" هي أن موضوع الثورة يشكل منطلقا لا خيار لأحد فيه فهي طريق يفرضها منطق الحوادث والتاريخ... والذي سًير جيوش الاحتلال والغزو في الماضي لابد ون يتوقع بعدها وبالضرورة انتفاضات الثوار المتكررة، وهذا ما يؤكد انه لا بد أن يكون في بلدنا ثورة... تأتي لتصحح هذا الوضع الشاذ مهما تأخرت عن موعدها.
هذا أمر طبيعي يفرض نفسه كحقيقة تاريخية مصيرية لا تقبل حتى أن تناقش.. ولا تبرر لنا أن نستسلم لمزيد من الوقت بعد هذه الفترة من الاستسلام... كما تملي علينا أن نتحمل مسؤولياتنا كشعب يتطلع إلى حياة أفضل... وكما كانت ثورات الأحرار في آسيا وإفريقيا... ستكون ثورتنا قوية ثابتة تفرض وجودها علينا وعلى العالم معنا كما هو التطور الطبيعي للتاريخ... ولا نملك بعد ذلك إلا أن نستجيب لإرادة الإله التي يعبر عنها هذا التاريخ.
الحتمية الإستراتيجية:
حتى يمكن أن نتصور العدو الحقيقي للثورة في معركة التحرير وتصفية الاحتلال يلزم أن نتصور الحقائق الأساسية للمعركة كما استطاعت أن تصنعها إسرائيل على مدى العشرين عاما الماضية من خلال تحركين: سياسي وعسكري.

التحرك السياسي:

على المستوى العالمي استطاع العدو أن يحرك القضية الفلسطينية أمام الرأي العام ويقدمها من خلال مجموعة من القضايا الفرعية جداً كقضية لاجئين وقضية حدود وقضية مياه وروافد بين دولة مستضعفة صغيرة وثلاث عشر دولة مسعورة تنكر عليها حقها في الوجود والحياة... بين مليوني مشرد من عذاب النازي يبحثون عن ملجأ للحياة في هدوء واستقرار... ومائة مليون عربي متمرد وغير قانع بخيرات وثروات الأرض الواسعة التي يملكونها ويعيشون عليها... ويريدون أن يقذفوا بها في البحر كما قذف بهم النازي في أفران الغاز ومعسكرات الفناء.

التحرك العسكري:

1- من خلال ثلاث محاور:

1) تركيز بشري من خلال هجرة جماعية غربية تزحف من وراء البحار.
2) إستراتيجية هجومية قادرة على نقل المعركة بما يتوفر لها من طيران وطرق مواصلات وآليات إلى الأرض العربية خارج حدود الأرض المحتلة، وهذا التجميع البشري الغريب.
3) سباق مجنون من التسلح تفرضه على المنطقة... يستنزف قدرات وثروات وكل إمكانيات العالم العربي بغرض خلق جو من الاستسلام والذعر يجعل المنطقة العربية تعيش في مجال الإستراتيجية الإسرائيلية وتحت تأثيرها بما يكرس أسطورة الوجود الإسرائيلي أو استحالة زحزحته.
وفي هذا المجال تتطلع إسرائيل للزمن كعامل رئيسي تتمكن به في جو من الهدوء والاسترخاء والسيطرة على جانبي القتال من تحقيق أهدافها الإستراتيجية ويقوم التخطيط الإسرائيلي في هذا على أساس:-
1- تعمير النقب وحشده بثلاث ملايين مهاجر جديد... بشكل يقطع الاتصال بين الجبهة الغربية في الجنوب والجبهة الأردنية في الشرق.
2- توزيع السكان في المنطقة المحتلة وتخفيف الضغط السكاني في المناطق الشمالية والوسطى.
3- توزيع المراكز الصناعية والمواقع العسكرية على أرض أوسع بشكل لا يجعلها هدفا سهلا للضربات العربية.
وهكذا ستحقق إسرائيل بهذا التوزيع الجديد في أعقاب تعمير النقب مناعة قوية أمام غزو عربي محتمل... وسيفقد هذا الجبهة الأردنية المناعة الإستراتيجية التي كانت توفرها صحراء النقب قبل التعمير.
بهذا الفهم لإبعاد الإستراتيجية الإسرائيلية وأثر العامل الزمني فيها.. كان لا بد أن تتحرك فتح لمنع العدو من تحقيق أهدافه قبل أن تصبح واقعا جديدا ومن أجل أن تعيد الأمور إلى حجمها الحقيقي وتسترد للقضية وجهها العادل وتوقف الزحف البشري الغريب على أرضنا... وتخرج بالمنطقة العربية من تحت الإستراتيجية الإسرائيلية.. وتعطيها فرصة لالتقاط أنفاسها وسط سباق التسلح المجنون وتجرد العدو من المزايا التي يوفرها العامل الزمني.. وتقلب ميزان المعادلة في الاتجاه المضاد.
والقوة الوحيدة المؤهلة لهذا هي ثورة مسلحة تكون قادرة على أن تتصدى للإستراتيجية الهجومية الإسرائيلية وتنقل المعركة من خلال إستراتيجية مضادة إلى قلب الأرض المحتلة في قتال مواجهة مع الغزو الإسرائيلي، يجد نفسه فيه وحيدا منفردا من غير حماية يواجه المقاتل العربي في بيته وعلى أرضه في الطريق... وفي المقهى... وفي السينما... وفي معسكرات الجيش... وفي كل مكان بعيداً عن سيطرة الطيران والآليات الإسرائيلية التي كانت توفر له الحماية وتؤمن سلامته وحياته.. بشكل يفرض عليها التفكير المقارن بين حياة الاستقرار والهدوء التي كان يعيشها في بلده الأول... وحياة الفزع والذعر التي وجدها تنتظره على الأرض الفلسطينية بما يدفعه في طريق الهجرة العكسية وتكون الإستراتيجية الإسرائيلية بهذا فقدت الغرض الأصلي من وجودها لتأمين سلامة الفرد الإسرائيلي... وتعود بغير هدف وغير نتيجة... ولا مبرر.
وهكذا تطرح الثورة نفسها كضرورة حتمية يفرضها منطق التاريخ. وإستراتيجية المعركة ستستكمل أبعادها وتحقق أهدافها على مدى مراحل ثلاث:
1- مرحلة تجميد النمو في الوجود الإسرائيلي على الأرض المحتلة.
2- مرحلة تحطيم هذا الوجود.
3- مرحلة تصفية وتطهير الأرض المحتلة من كل آثاره.

شخصية الثورة:

وحتى تكون هذه الثورة المسلحة قادرة على أن تفرض نفسها على خارطة قوى الثورة العالمية من أجل العدل والحرية والسلام.. كان يجب أن نؤكد على فلسطينية الثورة في أرضها وقيادتها وتخطيطها، وبهذه الشخصية الفلسطينية لها نستطيع أن نسترد للقضية في المجال الدولي، وجهها العادل كصراع من أجل الحرية والعدالة... وحجمها الحقيقي بين مليون فلسطيني مشرد كانوا يملكون الأرض.. ويعيشون عليها وهم اليوم بلا وطن بلا أرض ولا مأوى ولا مستقبل ولا أمل، وبين اثني عشر مليون صهيوني يملكون المال والسلطة والنفوذ في أمريكا وأوروبا ينظمون بها زحفاً بشرياً مهووساً وحاقداً متعطشاً للدم يتوافد على الأرض المقدسة يزاحم أهلها فيها ويقوم بالمذابح وينشر الفزع والرعب والإرهاب.
ومن أجل هؤلاء المظلومين الذين فقدواً الأرض والأمل... تفرض الثورة الفلسطينية المسلحة نفسها بلا خيار لتطرح على العالم شخصية المقاتل الفلسطيني الذي يعود بعد عشرين سنة من الظلم والقسوة والضياع ليقاتل من أجل حقه في الحياة على أرضه كما يحياها الآخرون على أرضهم.. بعد أن عجز العالم بكل مؤسساته الدولية أن يحافظ على هذا الحق... أو أن يرفع عنه هذا الظلم وهذه القسوة... لتطرح على الدنيا شخصية المقاتل الفلسطيني العنيد الصلب الذي لا يساوم ولا يستسلم من قبل أن يعيد إلى أرض السلام (فلسطين) كل مثاليات العدل والمساواة... ومن أجل هذا تصر الحركة على أن تحتفظ الثورة بشخصية الشعب الفلسطيني بارزة إلى أن تنتهي من معركة التحرير.
هذا التركيز على الشخصية الفلسطينية للثورة لا يمكن أن ينفي عنها شخصيتها العربية، فنحن نؤمن أن معركة التحرير في فلسطين هي قضية عربية مصيرية يقوم فيها الفلسطينيون بدور الطليعة، إلا أن هذا التركيز في نظر الحركة ضروريا لأسباب رئيسية:
1- كإستراتيجية يمكن بها التصدي لمحاولات التضليل والخداع التي يضعها التحرك الإسرائيلي في المجال الدولي لينفي عن هذه الحركة وجهها العادل.
2- كوسيلة لتحديد المسؤولية وتحديد الاختصاص في تنظيم يؤمن بالثورة ويتفاعل معها يبدأها ويحميها ويتابع الاستمرار فيها... تنظيم له من الارتباط بالأرض وبالمصير ما يعطيه وضعا خاصا.
ولا يعني هذا التحديد بالاختصاص والمسؤولية في الثورة أي نوع من الانفراد بها أو أي إعفاء للجماهير والقيادات العربية من مسؤوليتها نحو هذه المعركة ولكنه تحديد للمسؤولية الدولية والجماهيرية في قيادة الثورة وتوجيهها أو الاستمرار بها إلى أهدافها، وهو ما تفرضه طبيعة الوضع السياسي في الوطن العربي ومنطق الحوادث الذي لا يتيح لنا أن نطالب الأمة العربية بواجباتها من قبل أن نلقي نحن بإمكانياتنا وقدراتنا وحشدنا، كما لا يتيح لنا أن نطالب المواطن العربي بان يعيش الثورة في أرضنا وشبابنا يعيش حياة الترف والاسترخاء واللامسؤولية، يجمع الثروة في أرضهم، إضافة إلى أن ترك المسؤولية تمييع للقضية وضياع لها بين أطراف تلتقي مرة وتتناقض عشرات، بما يجعلها موضوعا لمزايدة ذات وزن قادرة على رفع شعاراًت يحتمي البعض وراءها لتغطية العجز على الأرض الفلسطينية.
3- فلسطينية الثورة هي مدخل قادر على تجميع واستقطاب الجماهير الفلسطينية التي تتناثر في أطراف الدنيا بلا رابط يجمعها أو يشدها إلى الأرض والقضية والمستقبل، وهي الوسيلة الوحيدة لتنقية الوسط الفلسطيني من جو السفسطة والتعقيد من خلال التعدد في الولاء والاتكالية، التي صنعتها السنوات الطويلة من الضياع.

السلطة الوطنية والمرحلية :

إلا أن الأثر الهام للخروج من الأردن كان تصعيد الحملة العسكرية الإسرائيلية في قطاع غزة وتصاعد الصراع على منظمة التحرير الفلسطينية، في ظل تنامي النفوذ السوري، كما أنه منذ عام 1973 استطاعت حركة "فتح"، وبعد عامين من العمليات الخارجية لمنظمة (أيلول الأسود) المحسوبة على "فتح"، استطاعت تعزيز قوتها في المنظمة، وتعزيز تواجدها المسلح في الجنوب اللبناني وبيروت والمخيمات الفلسطينية، وبدأت الحركة بتكريس مفاهيم التنظيم، والمؤسسات المدنية التي انتشرت في مراكز المجتمع الفلسطيني، جنباً إلى جنب مع قواعد الفدائيين الذين لم تتوقف عملياتهم ضد الكيان الصهيوني.
وفي نفس العام تبنت حركة "فتح" بشكل واضح مفهوم "مرحلية النضال" السياسي حيث قبلت مقررات المجلس الوطني الفلسطيني ونقاطه العشر الداعية إلى إقامة السلطة الوطنية على أي شبر يتم تحريره أو استرداده، إضافة لإمكانية التفاوض مع قوى السلام التقدمية الإسرائيلية لتنشأ حينها "جبهة الرفض"، مقابل تيار القبول ممثلا بحركة " فتح"، والجبهة الديمقراطية والصاعقة.

الصراعات الفكرية :

ولم تمر هذه المرحلة على حركة "فتح"بسهولة، إذ كان للصراعات الفكرية والسياسية في الأعوام (1973 – 1983 ) بروزا واضحا خاصة: في الموقف من السلطة والمؤتمر الدولي للتسوية ( مؤتمر جنيف)، مما أفرز عدة تيارات في أوساط الحركة حتى دعا البعض إلى تبني إنشاء حزب طليعي ثوري من بيئة حركة "فتح"، وفي هذا الإطار شهدت الحركة انشقاقات لم يكن لها تأثير كبير على مسيرة الحركة، لأنها انشقاقات ارتبطت بأجندات خارجية أكثر مما كانت تحمل الهم الوطني وقضية الشعب الفلسطيني.

انشقاق أبو نضال :

في العام 1974 واجهت حركة "فتح" تحديا تنظيميا صعبا بخروج صبري البنا "أبو نضال"، مدير مكتب الحركة في العاصمة العراقية بغداد، عن صفوف الحركة وتأسيسه لما أسماه "حركة فتح– المجلس الثوري"، أو ما اشتهر لاحقا باسم "جماعة أبو نضال"، التي لقيت الدعم المكثف من المخابرات العراقية في البداية، ثم من مخابرات عدة دول أخرى لاحقاً، لاسيما في سعي الجماعة المتشدد لرفض الحلول السلمية التي وصفتها هذه الجماعة بـ"الاستسلامية"، وفي قيامها بقتل عشرات القادة والكوادر الفلسطينيين على مساحة العالم ، ثم من كوادرها إذ هي قامت بعديد التصفيات الداخلية ، إلى أن قضى صبري البنا "أبو نضال"، الذي يشار إليه كبندقية للإيجار حتفه في بغداد عام 2002.
ولحق تحدي انشقاق "أبو نضال"، اشتعال الحرب الأهلية اللبنانية في خضم المسيرة السياسية ومحاولات استبعاد ( م.ت.ف)، وذلك منذ حادثة حافلة عين الرمانة في 13/4/1975 في بيروت التي أدخلت القضية والمنظمة و( فتح ) في صراعات مسلحة ضمن النسيج اللبناني، والذي استدعى التدخل السوري المسلح منذ العام 1976 ، إلا أن الحركة استعادت قدرتها على ضبط الصراع التنظيمي السياسي، وتوجيه العمل العسكري من لبنان وفي فلسطين عبر العديد من العمليات المميزة التي كان أشهرها عملية "سافوي عام 1976 ثم عملية دلال المغربي عام 1978، وغيرها الكثير.

إستراتيجية المرحلة اللبنانية :

كانت إستراتيجية حركة "فتح" السياسية وأثر انخراطها في المسيرة السلمية في الفترة من (1973 – 1982 ) - ورغم ما شاب هذه الفترة من تحديات كبيرة تمثلت بعدد من الصراعات الفكرية والسياسية والتنظيمية والعسكرية الداخلية، ورغم نشوب الحرب الداخلية اللبنانية والتدخل السوري في لبنان – كانت إستراتيجية "فتح"، تتركز على أدراج مسألة إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة في جدول الأعمال السياسي، وثانياً: مشاركة ( م.ت.ف) في أي مفاوضات متعلقة بحقوق الفلسطينيين، لذلك ظهرت شعارات القرار الفلسطيني المستقل بصوت عال ضد محاولات الهيمنة الإقليمية أو الحل من خلف ظهر الفلسطينيين، وعليه كانت الموافقة على مقررات قمة فاس عام 1982 اثر الخروج من بيروت بعد معركة أسطورية خاضتها الثورة الفلسطينية بقيادة فتح بصمود شهد به العالم كله.

مرحلة الانشقاق الثاني ( 1982 – 1983 ):





اختارت "فتح" بعد الخروج من لبنان أن تعمل على إعادة العلاقات مع كل من مصر التي كانت مقاطعة من قبل دول ( جبهة الصمود والتحدي ) بعد اتفاقية كامب ديفيد عام 1977، وان تنسج علاقات جديدة مع الأردن من خلال التنسيق المشترك والدعوة للكونفدرالية، والمشاركة في المفاوضات، التي توجت بالتوقيع لاحقا على الاتفاق الأردني الفلسطيني عام 1985، ولكن مقدمات العلاقات السياسية الناشئة هذه لقيت معارضة سورية وليبية شديدة دفعت البعض الى محاولة شرذمة الساحة الفلسطينية وضرب وحدة الحركة القائدة فيها، باختلاق انشقاقات في صلب حركة "فتح".

لقد كان للتحركات السياسية للقيادة الفلسطينية وإعلانها عدم اشتراط إلغاء معاهدة كامب ديفيد لاستئناف العلاقات مع مصر، وتواصل الحوار مع الأردن واستغلال المنشقين للشعور بالإحباط والمرارة بين قواعد الحركة في سوريا أن أصدروا مذكرة داخلية انتقدت التركيز على الهم الفلسطيني دون البعد العربي، و"عدم الجدية في النضال في الضفة، كما قالوا، دافعاً للتمرد، إضافة للدور السوري المساند والدور الليبي الداعم مالياً.
فقام سعيد مراغة "أبو موسى" من مقره في الحمّارة بسهل البقاع بتنسيق الاتصالات بالضباط المتعاطفين مع الانشقاق منذ إبريل- نيسان عام 1983، وفي أوائل الشهر التالي اتفق أبو صالح وقدري و"أبو موسى" وأبو خالد العملة مع عدد من التنظيمات الأخرى كان من بينها جماعة "أبو نضال" على ما أسموه ( تصحيح مسار الثورة )، فكان من نتائج هذا التمرد أن استولى "أبو موسى" في 9/5/1983 على قيادة قوات اليرموك بعد أن تسلم 60 طنا من الأسلحة عبر الاستخبارات السورية، وأعلن مع شركائه ما أسموه ( الحركة التصحيحية ) في "فتح" والتي عرفت لاحقا باسم (فتح-الانتفاضة)، وأيده بذلك أبو صالح وقدري في دمشق.
ورغم اقتراحات الحلول الكثيرة والوساطات إلا أن الشق تعمق والمأزق كبر مما دفع المنشقين للتصعيد العسكري بدأ من 18 – 19/6 ، حيث هاجموا قوات "فتح" في مناطق تعنايل وتعلبايا الواقعة في سهل البقاع اللبناني بدعم دبابات الجبهة الشعبية-القيادة العامة الموالية لسوريا، فيما احتلت القوات السورية معسكر حمّورية ومواقع "فتح" في البقاع، وحاولت اغتيال ياسر عرفات ثم قامت بطرده وخليل الوزير في 24/6 ليظهر في طرابلس منذ شهر سبتمبر- أيلول، لتبدأ الحرب السورية- الليبية مع المنشقين على ( م.ت.ف) و"فتح"، وفي طرابلس منذ 2/11 وحتى كانون أول- ديسمبر حيث غادر ياسر عرفات والقوات الفلسطينية طرابلس بحراً إلى عدد من الدول العربية ماراً بمصر ولقائه رئيسها حسني مبارك.

تكريس القرار الفلسطيني المستقل :

عقدت فتح المجلس الوطني الفلسطيني ال17 في عمان من 22-29/11/1984 بتجاوز محاولات الالتفاف والانشقاق والهيمنة على القرار الفلسطيني المستقل ومقرّة دبلوماسية تعتمد قرارات الأمم المتحدة المتعلقة بالمسألة الفلسطينية، التي ألحقت بالاتفاق الأردني الفلسطيني الذي اعترف بالقرار 242 ضمنا ، وكان ثمن القرار المستقل على الأرض ( حرب المخيمات ) عام 1985 – 1986 والموجهة أيضا ضد عودة الوجود الفلسطيني والفتحاوي إلى لبنان، تلك الحرب التي أودت بحياة المئات. ثم محاولة الأردن اثر إلغاء "فتح" لاتفاق عمان دعم ما سمى (الحركة التصحيحية لمحاربة الفساد والانحراف السياسي ) في قيادة (م.ت.ف) بقيادة أبو الزعيم عام 1986 والتي باءت محاولته اليائسة بالفشل الذريع .

مرحلة الانتفاضة ( 1987-1994):

إثر حادث صدم شاحنة إسرائيلية كبيرة عمدا (في 8/12/1987) لسيارتين كانتا تقلان عمالا من مخيم جباليا في قطاع غزة نتج عنه استشهاد أربعة منهم، أدى لحدوث اضطرابات في مخيم جباليا تحولت لمواجهات عنيفة في كامل قطاع غزة والضفة الغربية ، وعمت الأراضي المحتلة طوال شهر كانون أول- ديسمبر موجة لا سابق لها من التظاهرات الشعبية والاضطرابات التجارية على نطاق لم ير نظيره من قبل، تم مواجهته بسياسة (رابين) القاضية بتكسير العظام، وقد مرت الانتفاضة بثلاث مراحل :
المرحلة الأولى: مرحلة المواجهة الجماهيرية الشاملة من إضرابات وتظاهرات عارمة ومنظمة وخرق لحظر التجول ومقاطعة المنتجات الإسرائيلية .
المرحلة الثانية: مرحلة البناء المؤسساتي، حيث ركزت مختلف الفصائل وعلى رأسها حركة "فتح" والقوى الوطنية الأخرى على بناء الأطر الموازية لأطر الاحتلال مع تواصل فعاليات الانتفاضة المختلفة.
المرحلة الثالثة: مرحلة العمليات المسلحة، والتي لم تؤثر على صورة الانتفاضة باعتبارها مواجهات جماهيرية شاملة. وكان خليل الوزير "أبو جهاد" العقل المدبر والموجه للانتفاضة التي كانت تصدر بياناتها من داخل الوطن وتوقع باسم "القيادة الوطنية الموحدة"، التي كان أبرز فصائلها حركة "فتح"، التي أعلنت ومنظمات (م.ت.ف) منذ العام في دورة المجلس الوطني الفلسطيني بالجزائر عام1988 إعلان قيام دولة فلسطين، والاعتراف بإسرائيل عبر الاعتراف بالقرار242، الذي لحقه الانخراط بالتسوية من خلال مؤتمر مدريد عام 1991 وما أفضت إليه المحادثات السرية بين قيادة المنظمة وحركة "فتح"، بإدارة ياسر عرفات ومحمود عباس وأحمد قريع ما عرف باتفاقات أوسلو.

مرحلة أوسلو 1993 والدخول للوطن:

انشطرت الساحة الفلسطينية ما بين مؤيد ومعارض لاتفاقات السلام، التي وقعت في أوسلو ثم في واشنطن في 13/9/1993 وذلك بين (م.ت.ف) والحكومة الإسرائيلية ، وكذلك الأمر داخل حركة "فتح"، حيث اعتبر الرأي السائد أن الحركة دخلت عبر اتفاق أوسلو ضمن الممر الإجباري ، فكان الدخول للوطن منذ 1994 لكوادر (م.ت.ف) بداية لصنع المصير على الأرض لتقام أول ديمقراطية فلسطينية وانتخابات نيابية، وانتخاب رئيس للسلطة الوطنية .
وعلى صعيد الحركة تم تسمية محافظات الضفة الغربية وقطاع غزة كأقاليم في الحركة، و جرت انتخابات لمعظم المناطق والأقاليم والتي شارك فيها آلاف الكوادر من ذوي التجارب المختلفة (تجربة الحركة الأسيرة والأسرى المحررين، تجربة لجان الشبيبة للعمل الاجتماعي ، تجربة الغربي –جهاز الأرض المحتلة ، تجربة اللجنة الحركية العليا وقبلها اللجان السياسية ، وتجربة التنظيم في الخارج ، وصولا لإعادة تشكيل مكتب التعبئة والتنظيم في العام 2002 ، وذلك في خضم انتفاضة الأقصى والقدس والاستقلال) .
وقد رأت قيادة الحركة ضرورة التعديل والتغيير في النظام بما يتلاءم مع طبيعة الكثافة الحركية وتمازج التجارب واستيعاب الكوادر وضخ روح جديدة وربما فكر جديد .

فكر حركة فتح :

حددت حركة "فتح" في فكرها منذ صياغة ( هيكل البناء الثوري ) الجواب على التشرد وفقدان الأمل والكرامة والوطن والقيادة والسلاح والعون هو: الثورة، بحيث أصبح شعار تحرير فلسطين وإزالة الاحتلال الاستيطاني الصهيوني، وإعادة تأكيد الوجود الفلسطيني، والاستقلالية للقرار والإرادة الوطنية الصلبة، والكفاح المسلح، وبعث الكيان الفلسطيني، و( بالثورة نعيد لشعبنا ثقته بنفسه وقدراته ونعيد للعالم ثقته بنا واحترامه لنا أصبحت من أسس هذا الفكر الوليد ) كما يورد هيكل البناء الثوري .
وأكدت حركة "فتح" على الوجه الوطني الفلسطيني، والاستقلال الذاتي سياسياً وتنظيميا عن الأحزاب القومية والعالمية، وعن الوصاية العربية الرسمية، في ظل رؤيتها لعجز الأحزاب والحكومات وتآمرها، ورغبة مؤسسي الحركة في تكريس "فتح" كحركة للشعب الفلسطيني مناهضة لمفهوم الحزب، باعتبارها عمل مستمر وحركة شعب دعت الفلسطينيين للانتماء إليها لهدف تحرير فلسطين والعودة بعد نزعهم لأرديتهم الحزبية .
لقد مثلت مفاهيم (الثورة) والنضال الوطني في حركة "فتح" تعبيراً عن الإرادة المستقلة، وعن القدرة على التواصل والتجدد الذي طبع مسيرتها، فظهرت معالم العنف الثوري والعمل العسكري عبر العمليات العسكرية والكفاح المسلح في أردية عدة نشأت عبر المبادرة والرعاية ، من القيادة العامة لقوات (العاصفة) 1959 –1971 إلى قوات القسطل وقوات الكرامة 1971-1994 (التي ضمت قوات العاصفة فيها منذ بدأت عملية التجييش)، إلى جماعات صقور الفتح والفهد الأسود في الانتفاضة الأولى 1987-1994، فجماعات كتائب شهداء الأقصى وتشكيلاتها المختلفة في إطار انتفاضة الأقصى والقدس والاستقلال 2000-2004 .
لقد مثلت عقيدة العمل العسكري والكفاح المسلح وحرب الشعب طويلة الأمد لدى حركة "فتح" وسيلة هامة لتعبئة طاقات الجماهير والشعب الفلسطيني، ولتأكيد هويته وتحقيق وحدته وفرض استقلاليته, إلى جانب العمل السياسي والنقابي والاجتماعي والجماهيري والإعلامي الذي ارتبط بالحركة ليس منذ الانطلاقة العسكرية المسلحة عام 1965، بل منذ النشأة عام 1957 والذي مثل مجال الانطلاق والإبداع، والخروج من حالة السكون إلى الحركة، ومن حالة الخمول إلى الثبوت وإبداع الوسائل في مسيرة التضحية والثورة حتى النصر .

مؤتمرات حركة " فتح":

عقدت حركة "فتح" مؤتمراً في الكويت عام 1962 تم فيه رسم أهداف العمل وخططه وثبت فيه الهيكل التنظيمي ووزعت فيه مهمات القيادة، وعقدت مؤتمراً آخر في دمشق أواخر العام 1963 حيث ركزت على زيادة العضوية، وعلى تأمين الدعم العربي وغير العربي.
ويشار إلى الاجتماعات التي عقدت لإقرار موعد الانطلاقة أواخر 1964 على أنها المؤتمر العام الأول.
في العام 1967 وتحديدا في 12 حزيران أي بعد النكسة عقد في دمشق مؤتمر حضره 35 كادرا دعا لتواصل العمليات العسكرية وحرب العصابات باستثناء قلة من أعضاء اللجنة المركزية العليا التي تواجدت حينها بين الكويت ودمشق، ووضعت خطة تهدف إلى : تحضير العمل العسكري والمقاومة المدنية، ولكسب الحكومات العربية والدعم المادي، وإقامة إذاعة، وتم تأليف اللجان لإدارة الشؤون العسكرية والتنظيمية. وشكلت اللجنة المركزية الجديدة التي كلف فيها ياسر عرفات وآخرين ببناء قواعد عسكرية سرية في الأراضي المحتلة.وفي 28/8/1967 أعلنت فتح انطلاقتها الثانية .
عقدت الحركة مؤتمرها الثاني في الزبداني قرب دمشق في يوليو 1968، وبرزت في المؤتمر الدعوة لإحياء إطار المجلس الثوري المنصوص عليه في ( هيكل البناء الثوري) لمراقبة عمل اللجنة المركزية العليا، وتم في هذا المؤتمر انتخاب لجنة مركزية جديدة من 10 أعضاء.
وفي أوائل سبتمبر 1971 عقد المؤتمر العام الثالث لحركة " فتح"، والذي التهبت فيه النقاشات حول أسباب الأحداث الدامية في الأردن والخروج منها ، واتهم فيها جهاز الرصد الثوري بالتقصير وأدينت بيروقراطية العلاقة بين م.ت.ف وحركة "فتح" ، وتمت الدعوة لتكريس القيادة الجماعية، وقد تغلبت اللجنة المركزية على التحديات والصعاب في المؤتمر وأعيد انتخاب لجنة مركزية جديدة ، وتم إقرار النظام الداخلي لحركة "فتح"، الذي توضحت فيه بصورة أكبر مهمات المجلس الثوري، كما اعتمدت المركزية الديمقراطية كأسلوب حياة في التنظيم، وأقرت عضوية العرب في التنظيم لأول مرة .
جاء المؤتمر الرابع المنعقد في العاصمة السورية دمشق عام 1980، في ظل ظروف داخلية وإقليمية متأزمة بعد تصاعد التهديدات الإسرائيلية بضرب البنية الأساسية لمنظمة التحرير في لبنان، وكان من ابرز التغيرات التنظيمية هو انتخاب أعضاء جدد للجنة المركزية لحركة فتح بعد القرار بتوسيعها فاختير أعضاء جدد كل من (سميح أبو كويك " قدري" وماجد أبو شرار هاني الحسن ورفيق النتشة وسعد صايل)، وعقد المؤتمر الذي ضم 500 عضوا في دمشق شهر أيار- مايو 1980 ليقر أن الولايات المتحدة العدو الرئيسي لفلسطين، ودعا لتحالف وثيق مع الاتحاد السوفيتي، وكان من أبرز التعديلات النظامية تخصيص مالا يقل عن 50 % من المقاعد للعسكريين وتوسيع المجلس الثوري .
وفي شهر أب- أغسطس 1988عقد المؤتمر العام الخامس لحركة "فتح" في العاصمة التونسية، بحضور أكثر من 1000 عضو ، وفيه وسعت اللجنة المركزية وأنشئ مكتب سياسي ( لم يعمل به ) وكونفرس، وكرس منصب القائد العام، وأكد المؤتمر على تصعيد الكفاح المسلح، و على تواصل العمل السياسي .

ماذا حققت حركة "فتح" ؟:

1. استطاعت حركة "فتح" عبر الكفاح المسلح والنضال بكافة أشكاله أن تؤكد على الشخصية أو الكيانية ( الهوية ) الوطنية الفلسطينية، وعلى استقلالية القرار الوطني الفلسطيني مقابل السعي العربي الحميم للهيمنة والسيطرة أو الشطب والطمس أو الإلغاء. فبعد الانطلاقة بات الحديث على المستويين العربي والدولي يدور عن قضية الشعب الفلسطيني وليس عن قضية لاجئين.
2. استطاعت أن تعيد القضية إلى العلن والضوء وبقوة، نتيجة السعي الحثيث للممازجة بين العمل السياسي والجماهيري ، الوطني والقومي .
3. إنشاء الكيان الفلسطيني في الخارج ممثلا ب ( م.ت.ف) ثم في الوطن ممثلا بالسلطة الوطنية الفلسطينية كمدخل للدولة المستقلة رغم التدمير الذي أحدثه الاحتلال بالتجربة عبر سنوات الانتفاضة الأخيرة .
4. أسهمت الدبلوماسية في تحقيق الاعتراف العالمي بالقضية الفلسطينية ثم ب ( م.ت.ف) ولاحقا بالسلطة الوطنية الفلسطينية والحقوق الوطنية المشروعة .
5. تكريس البناء المؤسسي عبر مختلف مؤسسات الخدمات التي نشأت في حضن "فتح" ثم في إطار ( م.ت.ف) وهي الطبية والاجتماعية والتجارية المختلفة
6. فعلّت الحراك الوطني والسعي الديمقراطي من خلال إنشاء ودعم النقابات والاتحادات الشعبية والانتخابات والآلية الديمقراطية .
7. بعثت حراكا واسعا من خلال التنظيم الذي تعاقبت عليه تجارب عدة أغنت الفكر والخطط والمفاهيم ، وأحدثت صراعا كبيرا ومتصلا .
8. اتسمت "فتح" بالمرونة والبراغماتية فاعتمدت الكفاح المسلح حيث يكون، والعمل السياسي حيث يجب ، وقرأت الخريطة والمسار والعوامل الإقليمية والدولية فسارت في حقول الألغام متجنبة كبرى المطبات وشكلت مساحة واسعة من التعددية تطال المجتمع الفلسطيني كله .

ملحق 1 :

بسم لله الرحمن الرحيم
بلاغ عسكري رقم (1 )
اتكالاً منا على الله ، وإيماناً منا بحق شعبنا في الكفاح لاسترداد وطنه المغتصب ، وإيمانا منا بموقف العربي الثائر من المحيط إلى الخليج ،وإيمانا منا بمؤازرة أحرار وشرفاء العالم ، لذلك فقد تحركت أجنحة من قواتنا الضاربة في ليلة الجمعة 31/12/1964 ، 1/1/1965 وقامت بتنفيذ العمليات المطلوبة منها كاملة ضمن الأرض المحتلة ، وعادت جميعها إلى معسكراتها سالمة .
وإننا لنحذر العدو من القيام بأية إجراءات ضد المدنيين الآمنين العرب أينما كانوا ، لأن قواتنا سترد على الاعتداء باعتداءات مماثلة ، وستعتبر هذه الإجراءات من جرائم الحرب
كما وإننا نحذر جميع الدول من التدخل لصالح العدو وبأي شكل كان لأن قواتنا سترد على هذا العمل بتعريض مصالح هذه الدول للدمار أينما كانت .
عاشت وحدة شعبنا
وعاش نضاله لاستعادة كرامته ووطنه
القيادة العامة لقوات العاصفة
1/1/1965

هذا وتابعت القيادة العامة لقوات العاصفة التابعة لحركة التحرير الوطني الفلسطيني "فتح" إصدار بلاغاتها العسكرية، فصدر بلاغها الثاني في 12/1/1965، معلنة فيه عن مهاجمة قواتها لمنشآت تحويل نهر الأردن، وإنها أصابت الأهداف المحددة لها.

ملحق 2 :

قرار هام صادر عن قيادة حركة التحرير الوطني الفلسطيني "فتح" وقواتها "العاصفة".
قررت قيادة حركة التحرير الوطني الفلسطيني "فتح" وقواتها "العاصفة" اعتماد السيد ياسر عرفات "أبو عمار" ناطقاً رسمياً باسم الحركة، وممثلاً لها على كافة المستويات الرسمية والشعبية والتنظيمية والمالية والإعلامية. ويعمل بهذا القرار من تاريخه. كما تعلن قيادة الحركة أن بياناً هاماً سيصدر عن الناطق الرسمي في وقت لاحق.

الرد الموجع للمتخلف تشارلز داروين



بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على خير المسلمين اما بعد
فلا يدخل احدنا في حوار او نقاش مع احد ببغاوات العلمانية او الإلحاد حتى يبدا بترديد ما لقن به من نظريات إرتقاء الإنسان وانه تطور لوحده من دون خالق وان الإنسان إنما جاء من اصل قرود وهذا يتنافى مع تعاليم ديننا المنطقي الحنيف ويتنافى مع الفكر البشري السليم ومهما حاورتهم فهم كالحمار يحمل اسفارا لا يملكون غير النفي والتكرير وطلب إقامة الحجة بناءا على العلم فهاهو العملاق الدكتور محمد دودح يقيم الحجة على نظرية داروين المتخلفة وألخص لكم تلخيصا بسيط لما سياتي في المقال "لمن لا يحب قراءة المقال كاملا"

1)إفترض تشارلز داروين بناءا على جهله وجود تراكيب كان لها وظيفة في الأسلاف Ancestors ولم تُعرف وظيفتها في الإنسان فسُمُّوا بالأعضاء الضامرة Vestigial Organs أو الأثرية Rudimentary؛ منها الزائدة الدودية Appendix والعصعص Coccyx والغدة الصنوبرية Pineal gland وإنما جاء هذا الإفتراض من جهل تشارلز داروين لان الإنسان مهما بلغ من العلم فهو لا يزال لا يعلم شيئا مقارنة بعلم الله ومضت الايام حتى اثبت العلم وظيفة هذه الاجزاء كما سيوضح الدكتور في المقال.
#############################################
2)إفتراض تطور نتيجة بعض الكائنات نتيجة طفرات وراثية كبيرة لياتي العلم ويثبت ان هذه الطفرات لإنما هي طفرات مدمرة وكما سيوضح الدكتور في المقال.
#############################################
3)يوضح الدكتور امثلة لمخلوقات غاية في الإتقان والصفات التي يعجز الإنسان سابقا معرفتها فكيف يعقل لهذه المخلوقات ان تكون تطورت لتملك خواص فيزيائية معقدة وضرب لنا مثلا "
ولم يكن الخفاش Bat على علم بفيزياء الرادار حتى يصنع لنفسه جهازا لإرسال واستقبال الموجات فوق الصوتية يُعينه على الطيران".

واترككم مع المقال:-
"مقتبس من موسوعة الإعجاز العلمي في القرأن والسنة"

التقدير الرشيد بينة على التوحيد




كان يعتقد لسنين طويلة أن الزائدة الدودية كما تدل تسميتها عضو زائد لا فائدة منها حتى اكتشف أخيرا أنها لها فائدة مهمة للجسم باعتبارها عضو في جهاز المناعة كاللوزتين
إعداد فضيلة الدكتور محمد دودح
طبيب وباحث إسلامي في الهيئة العالمية للإعجاز العلمي في القرآن في مكة المكرمة
في عام 1859 نشر تشارلز دارون Charles Darwin كتابه: أصل الأنواع Origin of Species؛ وفيه أن الإنسان ثمرة سلسلة طويلة من التطور Evolution بدأت بنشأة كائنات بسيطة في البحار الأولية, فخالف معتقد الكنيسة وفقا للأسفار من نشأة الإنسان الأول مباشرة من التراب والماء بلا تمهل ولا أطوار وفقده لأحد أضلاعه كي تنشأ منه زوجته؛ في سفر التكوين (إصحاح 2 فقرة 7): "وَجَبَلَ الرَّبُّ الإِلهُ آدَمَ تُرَابًا مِنَ الأَرْضِ وَنَفَخَ فِي أَنْفِهِ نَسَمَةَ حَيَاةٍ فَصَارَ آدَمُ نَفْسًا حَيَّةً", وفي سفر التكوين (ح3 ف21و22): "فَأَوْقَعَ الرَّبُّ الإِلهُ سُبَاتًا عَلَى آدَمَ فَنَامَ فَأَخَذَ وَاحِدَةً مِنْ أَضْلاَعِهِ وَمَلأَ مَكَانَهَا لَحْمًا, وَبَنَى الرَّبُّ الإِلهُ الضِّلْعَ الَّتِي أَخَذَهَا مِنْ آدَمَ امْرَأَةً وَأَحْضَرَهَا إِلَى آدَمَ", فرفضت الكنيسة نشأة الإنسان في أطوار؛ وإلا شككت في التدوين. وفي عام 1871 نشر دارون كتابه الثاني مؤكدًا أن الإنسان منحدر من أسلاف حيوانية أسبق بعنوان: أرومة (أصل) الإنسان The Descent of Man, وافترض أيضا وجود تراكيب كان لها وظيفة في الأسلاف Ancestors ولم تُعرف وظيفتها في الإنسان فسُمُّوا بالأعضاء الضامرة Vestigial Organs أو الأثرية Rudimentary؛ منها الزائدة الدودية Appendix والعصعص Coccyx والغدة الصنوبرية Pineal gland, فلم يكن معروفًا بعد أن الزائدة الدودية عضو في الجهاز المناعي أول الأمعاء الغليظة يحميها من العدوى؛ ومثلها اللوزتين Tonsils أول الزور, وأن العصعص يقوم بتثبيت بعض عضلات المقعدة, ولم يكن معروفًا كذلك بعد أن الغدة الصنوبرية هي إحدى الغدد الصمَّاء التي تفرز هرمون الميلاتونين Melatonin استجابة للضوء فتنظم الإيقاعات الحيوية بالجسم كدورات النوم والاستيقاظ, وتنبأ دارون بالمثل بوجود أعضاء ناشئة Nascent organs بهيئة بسيطة في الأحياء الأدنى في سلم التطور اكتملت في الإنسان الأرقى نوعا, ولكن لم يثبت لها وجود؛ كما لم تثبت نبوءته في وجود بقايا متحجرة Fossils لحيوانات قد اندثرت تمثل الحلقات الوسيطة في سلم التطور. وفي عام 1895 بلغ ما أحصاه عالم التشريح الألماني روبرت ويدرشيم Robert Weidersheim 186 عضوا أثريا, واليوم قد استنفذت كل لائحة الأعضاء الأثرية المفترضة وعرفت وظيفة كل تركيب وفقدت الداروينية ركائزها الأساسية, فمن المخجل حاليا الإدعاء بأن الغدة الصعترية Thymus gland زائدة ضامرة بلا وظيفة, والمعلوم حاليا أنها العضو الأهم في جهاز المناعة وإنضاج الخلايا اللمفاوية Lymphocytes, وهي تقع أسفل الرقبة وتقوم بنشاطها في الحماية من العدوى بالكائنات الدقيقة الدخيلة خاصة أثناء الطفولة؛ وإذا أزيلت مبكرا فشل تطور جهاز المناعة, وقد افترض أن الغشاء الرامش Nictitating membrane (الجفن الثالث) في الحيوان بقي أثره بطرف عين الإنسان بهيئة طية Plica؛ لكنها تقوم بتيسير حركة العين وترطيبها, وبالمثل لم يعد مستندًا القول بتنامي المخ في الحجم دليلا على التطور؛ وإلا كان إنسان نياندرثال Neanderthal الجد المفترض للإنسان الحالي أكثر تطورًا لأن مخه أكبر, وكان الكلب أكثر تطورًا من الإنسان لأن كفاءة جهاز الشم عنده أفضل, وبالمثل لم تعد فرضية البقايا الضامرة مستندًا؛ كعضلات الأذن وهي بطانة واقية, وضرس العقل وهو للطحن, وصمامات الأوردة وهي تمنع رجوع الدم, ناهيك عن الغدة الدرقية Thyroid gland والنخامية Pituitary gland, وهكذا انحسرت لائحة الأعضاء الأثرية المزعومة في الإنسان من 186 تركيبا عام 1895 حتى تلاشت تماما عام 1999, فكل التراكيب التشريحية في الحيوان والإنسان تؤدي وظيفة ملائمة ومن الغفلة عن الحقيقة الإدعاء بوجود عضو بلا وظيفة.
وكل خلية في جسم أي كائن حي قاعدة بيانات حية Living database؛ هكذا كانت الضربة القاصمة لأوهام الداروينية باكتشاف توريث سمات Traits كل نوع حي وفقا لبرنامج مُقَدَّر تحمله المُورِّثَات Genes بما يحفظ خصائصه, وفي محاولة يائسة افترضت الطفرة Mutation عام 1941 باسم الدارونية الجديدة New Darwinism بديلا عن افتراض تزايد عنق الزرافة Giraffe مع محاولتها مده نحو الأغصان المرتفعة واستبقاء الطبيعة للزرافات الأطول عنقا وإبادة سواها, ولكن ثبت أن الطفرة لم تأت بكائن أصلح وإنما بمسخ عقيم لأنها تخرب المنظومة السويَّة للمورثات في الحامض النووي DNA, وكشف علم التشريح المقارن أن الأنواع Species التي يفترض أنها تطورت ببطء من بعضها البعض تتسم بسمات عضوية بعيدة الاختلاف مما يستبعد الانتقال التدريجي, ولذا استبدل بفرضية التطور بقفزات كبيرة متفرقة في بداية السبعينيات, فاقترح بعضهم مثلا أن أول طائر خرج من بيضة إحدى الزواحف كطفرة هائلة؛ أي نتيجة صدفة ضخمة حدثت في التركيب الجيني, ولكن الطفرات لا تؤدي سوى إلى تلف المعلومات الوراثية ومن ثم فإن الطفرات الكبيرة لن ينتج عنها إلا تلفيات كبيرة، ولو صح جدلا الانتقال التدريجي أو الفجائي في نشأة منظومة الأحياء فلن يكون ذلك مصادفةً؛ بل كعمليات خلق مقدر رشيد. وكل الآليات المفترضة لتفسير التطور الذاتي العشوائي كالطفرة والانتخاب الطبيعي تقف عاجزةً مشدوهةً أمام حشرات مُؤَهَّلَةً بذكاء للتخفي عن الأعداء بهيئة أزهار يانعة أو أغضان ذابلة أو أوراق شجر خضراء, فهل حرمت الصدفة سواها من الحيل فبادت ووهبتها وحدها الخداع فسادت, أم هل ألبستها طفرة عابرة تلك الحلل البديعة لتبدو كزهرة وغصن وورقة شجر شكلا ولونا ولم تهمل حتى العروق واللطع والتجاعيد؛ أم أن تلك النوابغ تقمصت بهيئات استوحتها بدهاء!, أم أنها مصنوعة لتنطق بالتدبير والتوجيه بحكمة منذ الابتداء؛ وأن عناية الله تعالى الذي أحسن كل شيء خلقه تتجلى ساطعةً أمام كل فطين!.
كيف يمكن للانتخاب العشوائي أو الطفرات أن تبدع بالمصادفة بلا سبق تقدير رشيد كائنات تتخفى من الأعداء بدهاء بهيئة ولون ورقة شجر أو زهرة أو غصن, ولم تهمل حتى العروق واللطع والتجاعيد!.
وكيف تفسر وجود النباتات آكلة اللحوم Meat-eating (Carnivorous) plants, فأي ذكاء لها حتى تبلغ بها الحيلة صنع مصائد للحشرات من ورقة أو زهرة وتجذب الفرائس وتصيدها وتذيبها بعصارات سابقة التجهيز لتسد حاجتها للبروتين بلا علم منها بالكيمياء العضوية ولا إدراك بوجود الحشرات؛ فمن أمدَّها بالحيل البارعة!, ولم يكن الخفاش Bat على علم بفيزياء الرادار حتى يصنع لنفسه جهازا لإرسال واستقبال الموجات فوق الصوتية يُعينه على الطيران في أحلك الليالي وصيد فرائسه ويُوَرِّث حيلته للأجيال؛ فمن وهبه تلك البراعة!, وزهرة تتأنق لفراشة وتتزيَّن وتتعطَّر وتتمايل في دلال تدعوها لارتشاف حلو الرحيق؛ وما هي إلا حيلة لنقل حبوب اللقاح وحفظ النوع!, وحشرة تخدِّر فريسة وتطمرها مع بيضها حتى تجد اليرقات لاحقًا طعاما طازجًا, فكيف سبقت الحدث!, إن التَبَصُّر Prevision والسلوك الذكيIntelligent behavior والكائن غافل؛ لا تُفَسِّرُه صدفة وإنما تدبير وتقدير Predestination, والانتخاب الطبيعي Natural selection؛ أي الذي اختارته الطبيعة Nature, تفسير خاطئ أو مغالطة لأن كل حي مؤهل جسديًّا وموجه وظيفيًّا ومقدر سلوكيًّا بما يناسب بيئته ويحفظ وجوده بلا علم منه؛ فكيف تَحِيك الطبيعة علمًا وهي بلا إرادة أو علم!, فهل هي حقًّا مهارة الثوب أم حنكة الحائك!.
كيف يمكن للنبات المجرد من التمييز أن يبتكر الحيل بغير سابق تقدير ويصنع بدهاء مصائد للحشرات!.
وصف تشاندرا كراماسنغي الحقيقة بقوله: "تعرض دماغي لعملية غسيل.. كي أعتقدَ أن العلوم لا يمكن أن تتوافق مع أي نوع من أنواع الخلق المقصود.., (ولكني الآن) لا أستطيع أن أجد أية حجة عقلانية تستطيع الوقوف أمام وجهة النظر المؤمنة بالله.., الآن ندرك أن الإجابة المنطقية الوحيدة للحياة هي الخلق وليس الخبط العشوائي غير المقصود", إن انسجام كل حي مع بيئته وتكامل كل عضو مع مثيله وتناسب كل زوج مع نظيره هو عند النبيه شاهد عدل على الخلق والتقدير مهما كانت الكيفية؛ وهذا ما يعلنه القرآن بجلاء: ﴿سَبّحِ اسْمَ رَبّكَ الأعْلَىَ. الّذِي خَلَقَ فَسَوّىَ. وَالّذِي قَدّرَ فَهَدَىَ﴾ الأعلى 1-3, وقد جاء في فتاوى الأزهر ( ج7 ص399): "ورد أن اللّه خلق الإنسان نوعًا مستقلا لا بطريق النشوء والاشتقاق من نوع آخر؛ وإن كان كلا الأمرين من الجائز العقلي الذي يدخل تحت قدرة اللّه تعالى، قال بعض العلماء: إنه لا يوجد فى النصوص أن الله خلق الإنسان الأول من تراب دفعةً واحدةً أو بتكوين متمهل على انفراد, فسبيل ذلك التوقُّف وعدم الجزم بأحد الأمرين حتى يقوم الدليل القاطع عليه فنعتقده؛ ما دام أن الذي فعل ذلك كله هو الله تعالى, ثم إن النواميس المذكورة فى مذهب داروين ظواهر واضحة في الكون, ولا حرج في اعتقادها؛ ما دام أن الله هو الذي خلقها ووجهها, فهي لا تحقق وجودها من نفسها: ﴿ذَلِكُمُ اللّهُ رَبّكُمْ لآ إِلََهَ إِلاّ هُوَ خَالِقُ كُلّ شَيْءٍ﴾ الأنعام 102، فهو خالق المادة والنواميس", ولكن (ج7 ص412): "قولهم أن المخلوقات خُلقت عشوائيًّا بغير تدبير سابق وعلم محكم يرده قول اللّه سبحانه: ﴿إِنّا كُلّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ﴾ القمر 49".
تبلغ وحدة التصميم والتماثل بين الكائنات الحية أقصاها في المراحل الجنينية الأولى
وحدة التصميم والتماثل رغم التنوع الهائل للأحياء شاهد عدل على وحدانية الصانع وقدرته.
والتَّكَيُّف Adaptation يعني أن كُلٍّ مُيَسَّر لما خُلِقَ له؛ فهو مواءمة كل حي لبيئته وتناسب كل تركيب مع وظيفته؛ كتنويع أشكال المناقير والمخالب بما يناسب بيئة التغذي, وكالوسائل الدفاعية في الأسماك البحرية, وتلون الحيوانات بألوان بيئتها تخفيا من الأعداء ومثاله الحرباء، وكوجود حوافر للخيل لتلائم الجري السريع وخف للجمل ليمنع الغوص في الرمال, وكإحاطة أوراق نباتات الصحراء بطبقة عازلة تحافظ على الماء تجنبا للجفاف, والداروينية محاولة لتفسير الكيفية بتخيل تواجد كم هائل من الأشكال قبل تغير البيئة واستبقاء الانتخاب الطبيعي ما يوائم الظروف الجديدة وبقية الأشكال تبيد, وهو افتراض مطعون فيه لأن الظروف القديمة لن تبق على أشكال غير ملائمة حتى ينتخب منها الأصلح في الظروف الجديدة, والفوضى Chaos لا تصنع نظام Order، والتنويع مع التماثل يعارض الإلحاد Atheism, ولو كانت التغيرات عشوائية كما تفترض الداروينية؛ فلم كانت دائما في اتجاه الأصلح!, وكل كائن بلا استثناء متكيف مع بيئته وموجه لما يحافظ على بقائه؛ مما يقتضي مشيئة الصانع وسبق علمه وقدرته ورعايته للمخلوقات, فللبط غشاء للقدمين ينشأ منذ فقس البيض؛ وليس نتيجة لمحاولة العوم, ويسبق إعداد الضرع أثناء الحمل ليستقبل الوليد عند قدومه, وقبل الشتاء يسقط ورق النبات حفاظا على الغذاء وتكنز أجسام الدببة القطبية الدهون منعا للتجمد, وكل الوجود مرتب في منظومات؛ كما هو جدول العناصر, وهو لا يعني بالضرورة أن العنصر الأعقد تطور من آخر أبسط, وعلى فرض صحة التطور كآلية لتفسير التماثل والتنويع والتدرج فهو التطور المُقَدَّر الرشيد Rational directed evolution, والقرآن الكريم يكشف عن وجود سجلات للماضي تتطلب البحث ويلح بالسؤال عن كيفية بدء الخلق بلا سابق مثال؛ قال تعالى: ﴿قُلْ سِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانْظُرُوا كَيْفَ بَدَأَ الْخَلْقَ﴾ العنكبوت: 20, وقال تعالى: ﴿أَمْ خُلِقُوا مِنْ غَيْرِ شَيْءٍ أَمْ هُمُ الْخَالِقُونَ﴾ الطور: 35, فالقدرة الخلاقة المبدعة لا يعجزها أن تخلق كل حين أشكالا وتنوعات لا يحصيها الخيال يوحدها التماثل في الإتقان والوحدة في التصميم؛ ولتكن ما تكون الكيفية؛ فالقضية الجوهرية التي غفلت عنها الداروينية هي طلاقة قدرة الصانع مهما كانت آلية تكون الصنعة, قال تعالى: ﴿أَوَلَيْسَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بِقَادِرٍ عَلَى أَنْ يَخْلُقَ مِثْلَهُمْ بَلَى وَهُوَ الْخَلَّاقُ الْعَلِيمُ. إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئًا أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ﴾ 36 يس: 81و82, وقال تعالى: ﴿يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ إِذَا قَضَى أَمْرًا فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ﴾ آل عمران: 47, والتنويع والتدرج يمكن تفسيره بخلق كل نوع من الأحياء بانفراد مع وحدة في التصميم؛ ويمكن تفسيره بتطور الأنواع المُقَدَّر الرشيد, وفي الحالتين لابد من خالق فريد الصفات, ولكن التطور الذاتي تخمين وليس علمًا؛ فكل حي مُقَدَّر الكيان ينطق بالإيمان, وزعم الخلق الذاتي انتكاسة نحو الوثنية Paganism؛ والتماثل والوحدة في التصميم Design رغم التنويع شاهد عدل على وحدانية الصانع وقدرته, وكل ما في الوجود يردد مع القرآن الكريم: ﴿رَبُّنَا الَّذِي أَعْطَى كُلَّ شَيْءٍ خَلْقَهُ ثُمَّ هَدَى﴾ طه: 50.